الأديب عبدالله خلف التيلجي والأدب الإذاعي.. بقلم: ريما منيمنه

فن وثقافة

الآن 1261 مشاهدات 0


الأدب الإذاعي (literature via radia)
هكذا أطلق عليه أحد  كبار أدباء آلكويت المتميزين، و ما أكثرهم يا مجالس إدارات رابطة الأدباء الكويتيين ممن تحتاج إصداراتهم - أدباء الكويت الكثر - من كنوز أدبية مدهشة مبهرة بحق في كل صنوف الأدب العربي، و التي تحتاج إلى تجميع و تصنيف  و تقديم بطرق جديدة مبتكرة للطلبة و الباحثين، تحتاج إلى متخصصين في علوم المعلومات و التكنولوجيا الحديثة لاستنباط المنسي و المهمل منها،  و تقديمها للباحث بكل يسر و سهولة عندما يطلبها، و تفعيل أداء مكتبة الرابطة إلى مستويات أعلى في الخدمات، و هذا يحتاج موظفين زيادة فيها.

الإخوة خلف التيلجي المحترمون، الذين أكن لهم عاليَ الاحترام و التقدير.  الأساتذة فاضل خلف، رحمه الله، و خالد خلف، رحمه الله و أستاذنا الفاضل عبد الله خلف الذي كانت برامجه الإذاعية تؤنس وحدتي العربية الشرقية في أوروبا كلما أمضيت شهورا طويلة في ربوع أوروبا الجميلة.  لكن ماذا أفعل لشرقيتي و عروبتي التي تلازمني كلما ابتعدت عن الوطن، و أينما حللت!!  تستطيع أن تخرج المرء من بيئته و أرضه، و لكن كيف تنزع ما زرع في فؤاده و وجدانه و عقله من حلاوة اللغة الأم، و دفء حضن الوطن، و نسيم الأرض التي أنبتته، و الصحبة الطيبة من الأهل و الأحبة على أرض الوطن، و تهجر ذكرياتك على تراب وطنك، كيف؟!

أحب التجوال في بلاد أوربا أتأمل حضاراتهم و انضباطهم و حسن تطبيقهم القوانين و الالتزام بها دون تأفف أو تردد، أحب كل شيء فيها، لكنني أحب وطني أكثر..  

الأدب الإذاعي، كما أطلق عليه أستاذنا الكبير عبد الله خلف - كتبت عن أديبنا  مقالة باللغة الإنجليزية و عن أحد كتبه، موجود ضمن كتيب من كتيباتي في مكتبة الرابطة - فيه الكلمة العربية شعرا أو نثرا، و أغلبها شعرا، تأخذ بيدك إلى عالم الشعر العربي في كل مراحله.  ينتقل بك صاحب الأدب الإذاعي من بلد عربي إلى آخر ينتقي شعراء منها،  يعرفك على حياتهم و أعمالهم الأدبية و يقرأ بعضا منها.  كم كانت برامج الأستاذ عبدالله خلف تؤنس وحدتي في شهور فصول الصيف الطويلة التي كنت أمضيها بعيدا عن الوطن، فأشعر كأن الدماء الشرقية الدافئة انبعثت من سباتها و تدفقت لتجري في عروقي الشرقية من جديد في بلاد الغرب.  

لو جُمع كل ما قدمه أستاذنا الفاضل عبد الله خلف على الهواء على يد متخصصين في علوم التكنولوجيا الحديثة و توفرت للمستمع سمعا و مشاهدة (audio-visual)، و تخصيص مكان لذلك في مكتبة الرابطة، كما هو الحال في الجامعات، لتمددت فائدة الاستمتاع بسماع الشعر العربي إلى شرائح مستخدمين أوسع و  أكبر .
شكرا أديبنا الكويتي الكبير عبد الله خلف (بو طارق) على ما قدمته لنا من نفحات أدبية كثيرة عبر أثير إذاعة الكويت.

*كاتبة ومتأملة في الشأن الأدبي العربي

تعليقات

اكتب تعليقك