#مقال | الأب تحفة فنية بقلم: د. أحمد جارالله ياسين

فن وثقافة

الآن 2153 مشاهدات 0


فلسفة مابعد الحداثة القادمة من الغرب لاتعترف بفكرة وجود (مركز) يتحكم بما حوله ...ولا بحقيقة مطلقة أبدية .

حاليا ..الأب في بعض الأسر لم يعد مركزاً يتحكم بالأسرة بصغيرها وكبيرها ..حاليا الأب مهمش ..الأولاد يطلعون الكترونيًّا على أفكار العالم حولهم حسنها وسيئها مهما بذل من رقابة للسيطرة عليهم .

لم يعد الأب مركز أبسط القرارات مثل قرار  جلسة جماعية للغداء أو العشاء كما في السابق في وقت واحد ..الآن بعض الأبناء يتناول عشاءه في العاشرة وآخر في الواحدة ليلا ..أما وجبة الفطور فقد انقرضت من قاموس هذا الجيل ولايذكرهم بها سوى والدين ( دقة قديمة ) مازالا يستيقظان صباحا لتناول الفطور في حين يغط الابناء في نوم عميق حتى الظهيرة بعد سهرة مع أسرهم الالكترونية الافتراضية .

لم يعد الأب من يختار زوجة لابنه ..فذلك سيكون أباً  متخلفاً ..على الرغم من خبرته بالحياة والعوائل والنسوان ...
ولم يعد يتحكم بخروج أولاده أو دخولهم إلى البيت أو ينتقي صداقاتهم..وتحول البيت إلى فندق لمبيت الابناء فقط .

تهمش تماما دوره ك (مركز)  الأسرة ..فتفككت الأسرة ..وبات الطفل الصغير أو المراهق الذي كان دوره هامشيًّا في الأسرة هو من يتحكم بها ...وبمركزها ( الأب أو الأم ) .. ويستنشق بكل صلافة أمامهما النرجيلة علامة الرجولة المزيفة ...بعد أن كانت الرجولة في احترام الوالدين ..والخجل من تدخين سيجارة أمامهما.
وبات الأب مجرد قطعة فنية أثرية مزينة بعقال وياشماغ في العيد السعيد ..

واقع الأسرة نسخة من واقع كثير من المؤسسات ...والدول .

ولعل عامل خدمة داهية  يتحكم بمدير عام ...
وكاتب عرائض يتحكم بدائرة عقار

وتلميذ محمي بعشيرة يتحكم بمعلم

ونويقد يتحكم بتاريخ مرحلة شعرية ..

وراقصة تتحكم بمسؤول
....
مابعد الحداثة فلسفة ليست كلها سيئات لكن من عادتنا في الشرق أن نأخذ (دون وعي) أسوأ مافي الفلسفات والأفكار .

تعليقات

اكتب تعليقك