فارس الوقيان يكتب عن ضعف الوطنية في المناهج التربويه
زاوية الكتابكتب سبتمبر 4, 2007, 10:48 ص 514 مشاهدات 0
الرأي المحلي
نقدلوجيا
انحدار الوطنية في التربية!
د.فارس مطر الوقيان
الثلاثاء, 4 - سبتمبر - 2007
«إن كنت لا تعلم فتلك مصيبة، وإن كنت تعلم فالمصيبة أعظم»،
حكمة دارجة في مقولاتنا اليومية نوجهها بشكل مباشر إلى
وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي وكل المشاركين في
صناعة القرار التربوي والتعليمي في الكويت، بسبب انشغالهم
في حروب أشبه بحروب داحس والغبراء، تستخدم فيها أسلحة
الإقالة والنقل والتجميد ولجان التحقيق ضد الخصوم، في حين
بات حقل التربية والتعليم أشبه بالمولود اليتيم الذي لا أب
له ولا أم، فلا استراتيجية مستقبلية ترعاه أو عقول مفكرة
أصيلة تعتني به. حاولنا أكثر من مرة تنبيه المعنيين بشأن
التربية والتعليم إلى حجم الاختلالات والمعضلات الكبرى في
حقل حيوي عملاق متعلق بأجيال الكويت، وها نحن نرجع مرة
أخرى لنؤكد على وجود ما ذكرناه، ونضيف إليه نقاطا أخرى
أصبحت تشكل ظواهر يعرفها القاصي قبل الداني، ومن أبرز
الظواهر المحبطة انغلاق الفرص التعليمية والوظيفة في
الكويت للطلبة الراغبين في تكملة دراستهم الجامعية والعليا
في الكويت، وأيضا بالنسبة إلى العشرات بل المئات من حملة
الشهادات العليا من الكويتيين الذين تقف اللوائح والقوانين
حجر عثرة في طريقهم للانضمام إلى المؤسسات الأكاديمية
التابعة للتربية، إما أعضاء في هيئة التدريس، وإما أعضاء
في الهيئة التدريسية المساندة.
أسئلة جوهرية عملاقة، لا أعرف أسباب تجنب طرحها والإجابة
عنها من قبل العقلاء ـ إن وجدوا ـ في مجال التربية
والتعليم، لماذا يسعى المستثمرون العرب والأجانب إلى تأسيس
جامعات خاصة تقوم على جيوب آلاف الطلبة الكويتيين، بل
يقدمون أفضل طرق الإغراء لجذبهم للدراسة في الخارج مكبدين
إياهم عناء السفر والغربة وهدر الأموال الطائلة على سكنهم
ومعيشتهم، في الوقت الذي تحبس وزارة التربية عشرات الطلبات
لتأسيس كليات وجامعات من مستثمرين كويتيين يريدون إقامتها
على الأراضي الكويتية؟ ثم ما أسباب الاستعانة بخبرات وافدة
من الخارج للعمل في مؤسسات أكاديمية وقلب وزارة التربية
على الرغم من وجود مئات من حملة الشهادات العليا من
الكويتيين الذين دفعتهم لوائح الجامعة والهيئة والتربية
للعمل في وزارات أخرى تتعارض مع اختصاصتهم؟! نحن في
الحقيقة لسنا ضد إخواننا الوافدين، فمساهمتهم فاعلة في
بناء الدولة، كما أننا نحترمهم ونقدرهم، ولكن ما نعترض
عليه هو إهمال ثروة كويتية ووطنية علمية من حمَلة الشهادات
العليا بطريقة لا يقرها عقل مفكر ولا يقبلها منطق وطني
مستنير.
الطامة الكبرى في الكويت أن منسوب الوطنية والولاء قد قل
في الأفعال وكثر في الأقوال، إذ لا نراه إلا في الأغاني
والأوبريتات التي يترنم بها المغنون ويرددها العامة
ويحضرها المسؤولون، فالوطنية ينبغي أن تبرهن عليها وزيرة
التربية بقرارات إصلاحية مستنيرة، تجعل الكويت منارة
ثقافية وفكرية عبر تشييد الجامعات والمراكز العلمية على
أراضيها، وما أكثر المستثمرين الذين ينتظرون تلك الفرصة
على أحر من الجمر، أليس من الوطنية أن تبادر وزيرة التربية
إلى فتح أبواب الجامعة، والتعليم التطبيقي على مصاريعها
لسد حاجتها من الأساتذة وحملة الشهادات العليا من
الكويتيين، وهم شركاء لها في الوطنية وحب الكويت، أم أن
منسوب الغيرة والحسد والتمييز، هو أعلى وأكثر هيمنة على
المشاعر والقرارات الإدارية؟!.
الوسط
تعليقات