قصة أصعب قصيدة منبرية مرّت على الشاعر خلف ابن هذال

الأدب الشعبي

رجا القحطاني 1892 مشاهدات 0


كتب رجا القحطاني

كان الشاعر السعودي المشهور خلف ابن هذال العتيبي حاجاً مع أبنائه بعد أن أخذ إجازة من العمل ،وبعد أداء مناسك  الحج ، وبينما هو في مكة جاءه فيصل الفرم قائد الشرطة  العسكرية وأخبره أن الأمير بدر بن عبدالعزيز يريد أن يراه في أسرع وقت  ،
ولما التقى  الأمير أخبره أنه جاء من التشريفات أمر بأن يجهز خلف قصيدة  خلال يوم  ليلقيها أمام خادم الحرمين الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز  بمناسبة انتهاء موسم الحج .

ولضيق الوقت حاول خلف بن هذال الاعتذار عن هذا التكليف المفاجئ ، لأن القصيدة قد تحضر وقد لاتحضر في مساحة زمنية محدودة، خاصة أنه اعتاد على تأليف القصائد الطوال في مثل هذه المناسبات،
ولايريد الشاعر أن يأتي  بقصيدة ضعيفة نُظمت على استعجال وهو صاحب القصائد المنبرية الناجحة ، إلا أن الأمير أصر على أن ينفذ خلف هذه المهمة وهي رغبة الملك ، فما كان منه إلا أن استجاب لطلب الأمير،

عاد ابن هذال إلى أولاده وأخبرهم بتكليفه بتأليف قصيدة في وقت ضيق ، وطلب منهم قنينة ماء كبيرة ، وقال لهم سأمشي بين جبال "منى" ، فإن جاء الليل ولم أعد إليكم فاعلموا أني عدت إلى مدينتي "ساجر" أي لن ينفذ المهمة ،لكنه عاد إليهم في منتصف النهار وقد ألّف القصيدة المطلوبة ، التي قال عنها خلف ذاته في لقاء تلفزيوني  بأنها من أجمل قصائده الوطنية وأجزلها.

نستفيد من حكاية أصعب قصيدة وطنية منبرية واجهت الشاعر الكبير خلف بن هذال أتمّ الله شفاءه ، أن الشاعر  أو أي شخص لاينبغي أن يجرفه الاندفاع والاغترار بالنفس ويظن أنه قادر على كل شئ وفي أي لحظة، وأن التمهل ودراسة الوضع هي الطريق الأمثل للوصول إلى خط النجاح ، وذلك ماحدث مع خلف ابن هذال الذي لم تخذله شعريته في أصعب الظروف.

وهنا نورد بعض الأبيات من القصيدة المعنية:

ياخادم البيتين الأقصى والأدنى
ياسور مكة  ياحجاب  المدينه

على طريق الخير والعز  قدنا
قايد وبالحكمه تقود السفينه

ترقد أسود الغاب في ظل اسدنا
أسد  أسد  ماينتهاجم  عرينه

أسد ومن هيبتْك ياسد سِدنا
وكم ليث غابٍ باطحٍ لك يدينه

وبراية التوحيد عاشت  بلدنا
عاش المليك وعاش ساعد يمينه


..إلى أن يقول مسترسلاً في لغة شعرية جزلة وصور وصفية رائعة:

على العزاز الصلب قامت عمدنا
مواكبين   الركب   ومْتابعينه

ركب الحضارة في سنامه صعدنا
والعلم  يِنهل  والعلم  رافعينه

لولا حياة  اجيالنا  مااجتهدنا
العين  تسهر  والقدم  متعبينه

حنا على الدين الحنيف استندنا
دستورنا  القرآن  ومْطبقينه

لو طاحت الأوتاد يثبت وتدنا
باقوالنا  وافعالنا  مثبتينه

واخلاصنا نوصيه ولد ولدنا
عهدٍ من الماضين متْوارثينه

على الرخا والأمن كلٍّ حسدنا
والحسْد يكبر في القلوب الحزينه

دفن الدسايس ماتقلل جهَدنا
تزيدنا  عزم  وصلابه متينه

حنا ليا خضنا سنا الحرب ابَدنا
سوّ  البلا لاهل  البلا محتسينه

وقت الضهَد نضهد ولاحدٍ ضهدنا
نصبّح  الخازن  ونفضا  الخزينه

لو مااحتسبنا للعدا مااستفدنا
الراس لاحداث الزمن مقعدينه

اليا  رصد  عدوّنا  له  رصدنا
ولا راصد الّا والرصَد مقتفينه

وان جا يشيّد صف صفين اشَدنا
البر  والبحر  الحمر  محتمينه

وليا قعد لابرام خطه قعدنا
وليا وقف فيه الهدف حافظينه

وليا كبسنا حيلة القوم اجدنا
نسمع وننظر بالعيون الفطينه

واهل الحيَل عن ردعهم ماارتعدنا
نسلّهم  سلّ الشعَر  من عجينه

تعليقات

اكتب تعليقك