عبدالعزيز الفضلي: احذروا خُذلان غزة!

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 704 مشاهدات 0


أسرَ المشركون الصحابي خبيب بن عدي، فعذّبوه قبل قتله، إذ صلبوه وأخذوا يطعنونه بالرماح ويقطعون جسده حتى مات!

شهد هذه الواقعة سعيد بن عامر، فكان يُغشى عليه بين فترة وأخرى، فسأله عمر بن الخطاب عن سبب هذه الغشية؟

فقال: «شهدت مصرع خبيب بن عدي وأنا مُشرك، ورأيت قريشاً تقطّع جسده، فكلما ذكرتُ ذلك اليوم وكيف أني تركت نصرته، إلا ظننتُ أنّ اللهَ لن يغفر لي، فتصيبني تلك الغشية»!

سعيد بن عامر، يخشى أن يعاقبه الله تعالى على ترك نصرة رجل لم يكن على دينه، فكيف الأمر بأمة يفوق عددها المليارين، وقد تخلت عن نصرة أكثر من مليوني مسلم في غزة!

كيف بأمة ترى بأم عينيها كيف تتناثر الأشلاء وتسيل الدماء وتنفصل الرؤوس عن الأجساد، وهي في وضع الأموات!

أمة يقتل من أبنائها أكثر من 40 ألفاً - نحسبهم شهداء عند الله - ويجرح ويصاب أكثر من 80 ألفاً، تهدم بيوتهم فوق رؤوسهم، ويحرّقون في مراكز إيوائهم، وهي تقف موقف المتفرج!

أمة يُحاصر إخوانهم فيموتون جوعاً، بينما هي تموت من التخمة!

ثم لا تسعى جادة لإدخال المساعدات لهم!

هناك تخاذل واضح على المستوى الرسمي والشعبي من بعض الدول العربية والإسلامية.

استمرار إقامة المهرجانات الغنائية العلنية في الوقت الذي تمزق فيه الأشلاء وتراق فيه الدماء «تخاذل»!

استمرار الشعوب في الشراء من المطاعم والمقاهي والشركات الداعمة للكيان الصهيوني.

التشكيك في مشروعية جهاد أهل غزة، وتخذيل الناس عن نصرتهم!

عدم تقديم المساعدات المادية والعينية لهم، في الوقت الذي تنفق فيه الآلاف من أجل اللعب والترفيه!

التوقف عن الدعاء لهم أو الاستنكار على من يدعو لهم، كل ذلك من صور التخاذل!

أدعو كل مسلم إلى نصرة إخوانه قدر استطاعته... لا يكلّف الله نفساً إلّا وسعها.

يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (ما من امرئٍ يخذل امرأً مسلماً في موطن يُنتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلّا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته).

تعليقات

اكتب تعليقك