د.تركي العازمي: الزم حدودك...!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 378 مشاهدات 0


ممارسة الحرية المسؤولة تتيح للفرد فرصة التعبير عن رأيه أمام الآخرين شريطة عدم تجاوزها حدود المسؤولية التي شرعها ديننا الحنيف وحدّدتها المواد الدستورية.

إنّ الحرية المسؤولة لا تعني التجريح أو الشتم أو حتى «الضرب من تحت الحزام» وإن حصل التجاوز ستتحول إلى فوضى توقع الضرر على العباد والبلاد.

الرجل العاقل المدرك هو من يلتزم بحدود الحرية المسؤولة، وإن بلغه استفزاز من هنا أو هناك أو أثاره خبر أو تلميح يمسه.

يقول الشاعر عبدالله علوش «اترك مسافة كافية بينك وبين الآخرين... بعض البشر ودك حدود المعرفة معهم سلام».

أنت حينما تدخل في سجال غير متكافئ الأطراف... ستخسر حتماً: فلماذا في جدال مع من لا يفهم ما ترمي إليه؟

إنها ثقافات وكل حسب ثقافته يصدر تقييمه، وهنا تهتز مفاهيم الحرية المسؤولة.

عندما ترى مثير الفتنة، الإشاعات أو حتى مسؤولاً قد أخطأ فهذا لا أظن من الكياسة أن تدخل معه أو حتى تستمع لحديثه لأنه يجهل خلفيتك الثقافية وعلمك وخبرتك.

و«الناس في ما يعشقون مذاهب» ولنا في الممارسة الديموقرطية خلال العقود الماضية خير برهان.

جهلنا حقيقة البعض وأدخلنا البعض في صراعات وخلقت لنا الفئوية والقبلية (حتى على مستوى الفخذ والعائلة)، خلافات ما كان ينبغي لها أن تحصل ولهذا كنا وما زلنا نطالب باتباع فن التغافل كي ننعم بعلاقات طيبة.

عندما نقول «الزم حدودك...» فهذا يعني تحسباً لأي خلاف قد يطرأ وهو نوع من فنون التغافل والترفع عن صغائر الأمور.

البعض قد يفسر حديثك ويدخل أحياناً في نواياك التي لا يعلم بها إلا ربّ العباد... فلماذا أصبحنا هكذا، ومن هو المستفيد؟

حتى على المستوى التعليم الرباني، قال تعالى «يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إنّ بعضَ الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا».

في عصر التكنولوجيا الحديثة التي باتت وسائل التواصل الاجتماعي مجالاً لنشر الإشاعات والدخول في النوايا والطعن في الذمم بات لزاماً علينا توجيه النصيحة.

قد «يزعل» البعض من صراحتك وشفافيتك وصدقك حينما تتناول قضية معينة إلا إنك عندما ترسل الرسالة كنصيحة تبتغي فيها مرضاة الله وتصب في مصلحة البلد والعباد فأنت قد انتصرت لذاتك واترك من يريدك أن تسير على خطاه وطبّق بيت الشعر سالف الذكر.

الزبدة:

لتكن حدودنا في الحرية المسؤولة تراعي حرية الآخرين وتحترم وجهات نظر من بالأصل يمتلك حجة ووجهة نظر مقبولة، أما الجاهلون ببواطن الأمور فإن حدثوكم فتذكروا قوله تعالى «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما».

أسأل الله لي ولكم الهداية وحسن القول والعمل والثبات على قول الحق... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك