#شعر | صفاء حجازي: قاضي الزمانِ يدور

فن وثقافة

1863 مشاهدات 0


"لدغ الأفاعي في الحياةٍ عقيدةٌ
عند الذي نخرَ النفاقُ عظامَه"

هو ذا المنافق يظهر مالا يبطن ، يكاد النفاق ينحت عظامه لترسبه فيه،
هو كالأفعي لينة الملمس والموت بين نابيها ، يتخذ نفاقه عقيدة يومية في أجندة حياته.

الشاعرة المتألقة صفاء حجازي تصافح قراء “فن وثقافة" بقصيدة ذات ضوء إبداعي ساطع ، في صور شعرية  متناسقة ، وقافية يقل توظيفها ، بيد أنها نجحت بتوظيف كل قافية في سياق التعبير:


إن سرت يومًا في طريقٍ حالكٍ
فاترك على جدُرِ القلوبِ  علامه

ولتُعطِ ظهرك للمراوغِ نائيًا
فالسير في دَرب اللعوبِ ندامه

كن في الليالي الحالكات كفارسٍ
جعل الشموخ على الطريق  لثامه

لا تدنُ  ممن  لا حياء  يردّهُ
عن درب لغوٍ لم يُزِح  أقدامَه  

صُدِّ الكذوبَ..و لا تعُدهُ معاتباً
واقذف  وراءك  صامتا  أيامه

أكمل دروبك شامخا مترفعاً
فرسًا  يُسابقُ  سعيُه  أقدامَه

واهجر سجونَ الذلّ عِش مستغنيًا
فالحُر   دوماً   سائدٌ   أقوامَه

واترك  تدابيرَ  الزمان  لربها
هو  كلما  هُدِم  البناءُ  أقامَه

واصمت إذا يوماً تحدّثَ جاهلٌ
واصدُدْ فحسبُكَ أن تكونَ أمامَه

اقرأ عيونَ الناسِ عند حَديثهم
فالبعضُ خبّأ في العيون كلامَه

والبعضُ يعطيكَ الودادَ تصنعًا
ويدسّ في ظَهرِ الوفاقِ خصامَه

لدغ الأفاعي في الحياةٍ عقيدةٌ
عند الذي نخرَ النفاقُ عظامَه

ويظل ينفثُ في العقولِ سمومهُ
ويظلّ يرمي في الطريقِ حُطامَه

دوارةٌ هذي الحياةُ ألم تجِد
كلًّا يقابلُ في الخُطى آثامَه؟

قاضي الزمان يدورُ في أيّامنا
حتى ينفذَ في الورى أحكامَه

تعليقات

اكتب تعليقك