يعقوب حياتي يهنئ جريدة النهار من خلال مقالته في جريدة السياسه

زاوية الكتاب

كتب 610 مشاهدات 0


جذوة إنسانية بزوغ 'النهار'! مثلما يعرف الجميع في دولة الكويت, لا سيما أولئك المشتغلون في صناعة الصحافة أيا كان مركزهم في الصحيفة التي ينتسبون إليها, بأن المشرع الكويتي قد أوكل مهمة تنظيم شؤونها وشجونها إلى القانون منذ عهد بعيد عندما اصدر القانون رقم3 لسنة 1961 بإصدار قانون المطبوعات والنشر والقوانين المعدلة له فيما بعد, بحيث يلاحظ وبحق ان المادة 37 من الدستور قد جاءت لاحقة ومؤكدة التنظيم القانوني المسبق لمهنة الصحافة ومثبتة لها ومعززة بقولها »حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة وفقا للشروط والاوضاع التي يبينها القانون«. وفي العام 2006 وبعد ما يقارب أربعة عقود ونيف (45 سنة) اصدر المشرع العادي القانون رقم 3 لسنة 2006 في شأن المطبوعات والنشر لاغيا القانون السابق ليسجل موضوع الصحافة والطباعة والنشر مرحلة جديد أود أن اطلق عليها مرحلة »الانفتاح« في الصناعة الصحفية وذلك بالمقابل للمرحلة السابقة التي أود ان اطلق عليها مرحلة »التأسيس« ففي الصناعة الصحافية بحيث غدا القانون رقم 3 لسنة 2006 في شأن المطبوعات والنشر هو المعيار الفاصل بين المرحلة القديمة في التأسيس وبين المرحلة الجديدة في الانفتاح. وبناء عليه فهناك صحف ماقبل القانون رقم 3 لسنة 2006 وهناك صحف ما بعد هذا القانون , بمعنى أن هناك صحف مرحلة التأسيس وهي الصحف القديمة المعروفة للقارئ الكريم, وهناك صحف مرحلة الانفتاح وهي الصحف الحديثة. وفي يوم الاحد الموافق 2/9/2007 شهدت الصحافة الكويتية بزوغ »النهار« كصحيفة يومية سياسية شاملة لتنضم الى ركب الصحف الحديثة التي صدرت بعد القانون رقم 3 لسنة 2006 بموجب احكامه ومواده مثل الصحف »عالم اليوم« و»الوسط« و»الجريدة«, وفي انتظار صحف أخرى تنتظر دورها في الصدور لتكون بين يدي القارئ الكريم وفق الظروف والأحوال. وصحيفة »النهار« اليومية الواعدة, كما يدل عليها مسماها التفاؤلي المشبع بالأمل والحياة والمعاش , لأنه نقيض »الليل« المظلم المترع بالهم والغم والسبات شأنها في ذلك شأن غيرها من الصحف اليومية الحديثة, ستواجه مسؤولية وطنية ثقيلة للغاية, وهي أهل لها كل الاهلية بعون الله العزيز المقتدر, لأن الصناعة الصحافية على اعتبار انها تتعامل في الاصل مع الكلمة الحرة والمبدأ الوطني تلعب دوراً فاعلاً في تشكيل الرأي العام وتوجيهه, وهي من قبيل الأعمال الشاقة المضنية وذات كلفة مالية عالية خصوصا في مواجهة قانون سهل وصارم في آن واحد عندما أعطى حرية الانفتاح من جانب, ولكن من جانب آخر وضع الصحيفة والعاملين فيها أمام التزامات مهنية صارمة لا سيما في مجال المسؤولية المدنية والمسؤولية الجزائية المتصلتين بالعمل الصحافي بالاضافة الى انها جاءت مشاركة منافسة لصحف قديمة قد استقرت في وجدان وعقل ونفس ويد القارئ الكريم بفارق زمني يصل الى (45) سنة تقريباً. فكيف تصل أية صحيفة حديثة الصدور من بين هذا التزاحم الصحافي الموغل في القدم الى نفس هذا القارئ سوى بالوطنية الحقة وبالتضحية وبالصبر والتحمل والجلد والأمانة والصدق واحترام الذات وغير السواء بسواء? ولا أحسب أن الظروف السابقة ومحاذيرها مسألة مغفولة من القائمين على صحيفة »النهار« لأنها حالة عامة واجهت وتواجه كل الصحف الحديثة بعد صدور القانون رقم 3 لسنة ,2006 ويحدوني كل الأمل أن تنجح كل الصحف الحديثة بما فيها صحيفة النهار »مع علمي المسبق ورجائي المنشود لها أنها ستضع الوطن العزيز والولاء له بالقول والعمل وتعزيز الوحدة الوطنية والدفاع عنها واحترام عقل القارئ الكريم ورصد حرية الكلمة الشجاعة وتوضيح مواطن الفساد بالموضوعية والارتفاع فوق الصغائر والفتات والشخصانية والطائفية والفئوية مع خالص الدعاء لها بالنجاح والتوفيق في خدمة الوطن العزيز والمواطن الكريم بعد أن أصبحت الصحافة هي السلطة الأولى وليست السلطة الرابعة في الوقت الحاضر من دون مبالغة«. ولكن تعلم صحيفة »النهار« مثلما تعلم كل الصحف الأخرى القديمة والحديثة بكل الوضوح ان التنافس الصحافي بين الصحف الصادرة وصناعة الصحافة المهنية ماراثون طويل جدا لا مكان فيه للصحيفة ذات النفس القصير, فالغرم بالغنم والغنم بالرغم, فالبقاء والاستمرار والمنافسة في ميدان الصحافة للصحيفة الوطنية الصادقة الأمينة الصالحة الشريفة الحرة النزيهة, وأتمنى لكل الصحف أن تكون كذلك لأنها كذلك في الأصل على اعتبار ان الأمور بخواتيمها وفي ذلك فليتنافس المتنافسون والميدان الصحافي والقارئ هما المحك في النجاح والثبات والبقاء. وأكرر التهنئة والدعاء بالنجاح لصحيفة »النهار« بعد بزوغها في شارع الصحافة الكويتية الفاعلة رداً على تحيتها وأقدم خالص التهنئة للصحف الحديثة الأخرى بأثر رجعي وللصحف منتظرة الصدور في المستقبل بأثر مستقبل. إضاءة كبيرة أولى للغاية: لا أعلم ماذا سيقرأ القارئ الكريم من هذه الصحف اليومية عندما تكون هذه الصحف قد تجاوزت عدد اصابع اليدين وأصابع الرجلين والعينين والأذنين والأنف والحنجرة في دولة الكويت. إضاءة كبيرة ثانية للغاية: وكان الله الرؤوف الرحيم في عون الوزير المختص والوزارة المختصة والنيابة العامة والمحاكم المختصة بدرجاتها المختلفة من متاعب صاحبة الجلالة وأصحاب الجلالة ومتابعتهم, واقترح انشاء دائرة قضائية مختصة في قصر العدل ومتخصصة في القانون رقم 3 لسنة 2006 في شأن المطبوعات والنشر أسوة بنيابة الصحافة المتخصصة, لأن قضاياهم ربما ستفوق قضايا الأحوال الشخصية وغيرها من قضايا الفساد المالي من جانب البعض. * عضو مجلس الشورى الخليجي ونائب سابق في مجلس الأمة
السياسه

تعليقات

اكتب تعليقك