‫جدَّد في الشعر العامي شكلاً ومضمونا‬.. بدر بن عبدالمحسن.. "المسافر راح"‬

الأدب الشعبي

رجا القحطاني 3604 مشاهدات 0


كتب: رجا القحطاني

في مرحلة سبعينيات القرن الفائت كان الشعر العامي"النبطي" في منطقة الخليج لم يتجاوز أشكاله العروضية المألوفة ، فالشعراء ملتزمون بالوزن والقافية والأسلوب الكلاسيكي في بناء نصوصهم الشعرية ، إلا أن أميراً شابًّا أراد التمرد على الشكل التقليدي للقصيدة العامية ، ليرسم صوراً تعبيرية حداثية تعبر عن مكنونات نفسه وتعكس رؤيته الذاتية للحياة، وكان الأمير  مغامراً في ابتكار نهج شعريٍّ جديدٍ بدلاً من النهج الشعري المتوارث ،فلم يكن مضموناً تقبّل المتلقين لهذا التغيير في الشكل الشعري  وقد اعتادوا على شكل محدد للقصيدة، بيد أنه واصل كتابة قصيدة التفعيلة العامية مقتنعاً بأنها رافدٌ جديدٌ في الشعر العامي ولم تجئ لتحل محل القصيدة البيتية ، كما أنه لم يهجر الشكل العمودي للقصيدة فكتبها بروح التجديد في المضمون .

فنجح الأمير الشاعر بنهجه الجديد في اجتذاب جمهور الشعر شيئاً فشيئاً حتى صار من أبرز الشعراء العاميين في الوطن العربي وتغنى بقصائده  "الثورية" في مضمونها وشكلها الجديدين كبار الفنانين ،ولاقت نجاحاً واسعاً وامتلأت القاعات بالجمهور في كل أمسية شعرية يحييها.

ذلك الشاعر هو الأمير بدر بن عبدالمحسن الذى رحل عن دنيانا ظهر هذا اليوم السبت وسط حزن محبيه ومتابعيه في منطقة الخليج والوطن العربي.

كان بدر بن عبد المحسن ظاهرة شعرية لافتة من خلال تجديد اللغة الشعرية المألوفة بلغة لاتقلّ إبداعاً رغم صعوبة التحدي في تلك المرحلة وتجذر الذائقة الكلاسيكية ، وفتح الباب  لشعراء آخرين آمنوا بأن التجديد في الشعر لايعني إلغاء التراث الشعري في أي شكل من من أشكاله.

سافر بنا بدر بن عبدالمحسن بأشعاره في آفاق الإبداع ..
لكن "المسافر راح".

تعليقات

اكتب تعليقك