قوّلوا محمد السديري وراشد ابن الذيب مالمْ يقولا.. مدلولات الخطأ الشائع في الشعر
الأدب الشعبيرجا القحطاني إبريل 4, 2024, 9:50 م 3899 مشاهدات 0
كتب رجا القحطاني
تعرفون أبعاد الخطأ الشائع أي نقل غير دقيق في عبارة أو موقف أو حدث وقد يكون إضافة مشوهة في النقل.
وفي مجال الشعر عادةً مايكون الخطأ الشائع مقارباً للمعنى الأصل وان اختلف الشكل،
فليس ثمة مشكلة أن تأتي مفردة"نايد" الأكثر صحةً بدلاً من مفردة"باقي" الأكثر استخداماً في البيت الشعري الشهير للراحل محمد الأحمد السديري ،
لاخاب ظنك في الرفيق الموالي
مالك مشاريهٍ على "باقي" الناس
وهنا تصحيح الخطأ الشائع والالتفات إلى جمالية المفردة وعمقها اللفظي في لهجة العرب واستحباب تعميمها يُعتبر ضروريًّا في حدود ماذكرناه ، ولو لم يتبدَّ الجمال في هذه الكلمة "نايد" بمعنى أبعد الناس.لاعتبرنا الخطأ الشائع رحمةً لا نقمة.
ولكن تعالوا ننظر إلى مشهد آخر،
ماذا لو غيّر الرواة عبارة شعرية بأكملها ، فأوجدوا لها معنى بخلاف المعنى الأصل، لنقترب من الراحل راشد ابن الذيب وهو شاعر قطري تجلت شهامته ومروؤته مع الناس في زمن الستينات تقريباً ، وكانت له قصيدة شهيرة يجسد بها القيم المثلىَ. فالكثيرون رددوا أحد أبياتها على هذا النحو:
الولد وان طاب طيبه من خواله
وان تردَّى فاعرف انْهم خايبيني
هل نحتاج إلى من يخبرنا أن مضمون البيت لايتفق مع الواقع ولايمت للحقيقة بصِلة، فكيف يكون خمول الرجل وفشله نتيجة حتمية لخمول أخواله وفشلهم.
بيد أن البيت الأصح والذي صححه الشاعر ذاته قبل وفاته هو:
الولد وان طاب قالوا من خواله
بالخوال يْسال قبل الوالديني
أعتقد أن الخطأ الشائع في ذلك البيت أكثر انسيابية وزخرفة ، لكن البيت الأصل يجلو عمق الحكمة والاتزان الذهني ، فالأخوال يستحقون التفضيل استحباباً "بالخوال يْسال" أي يُسأل عنهم، ولكن الشاعر لايقصد إثبات حقيقة وثبات اقتناع.
تعليقات