#شعر | محمد عبدالله البريكي: مكر شيطان
فن وثقافةالآن إبريل 14, 2024, 10:17 م 2556 مشاهدات 0
" وقلتُ للأرضِ هذا الكونُ محتفلٌ
بما لدىَّ من الألحانِ، فاقتربى
وقرّبى لى الحزانى، كى أهُزَّ لهم
جذعَ الشعورِ فيدنو نحوهُم رُطَبى"
يتملك الشاعر رغبة كونية في مناداة الأرض- المحيط لتقترب فيفرش فيها مروج الألحان- القصائد كي تطرد حزن الحزانى ،ويهز لهم "جذع" المشاعر ليتساقط نحوهم "رطب" الإدهاش.
هي قصيدة ترتدي ثوب الإبداع للشاعر الإماراتي القدير محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة ، تحتشد بالصور المجازية المشرقة والمشاهد التعبيرية الراقية.
قد يبدو عنوان النص لافتاً بيد أن مضامينه تفضي إلى أن الإنسان يولي كل تجربة ماتقتضيه من التعامل والإدراك:
فى داخلى مكرُ شيطانٍ ووعىُ نبى
وفى العيونِ أرى مولايَ ثُمَّ أبى
وأدخلُ الحقلَ، لا أسطو على شَجَرٍ
إلا لأقطفَ من أغصانِهِ أدبي
مسافِرٌ بى جنونى حيثُ توصِلُنى
هذى النجومُ التى تلهو، إلى شَغَبى
إلى دواليبِ ألعابى، إلى شجرٍ
أيقظتُ فيهِ جنونَ الرقصِ من تعبى
إلى فتاةٍ تربّى الوردَ فى يَدِها
وتملأُ الكأسَ للأيامِ من عِنَبى
إلى حَمامٍ بصدرِ الناس ينسبُنى
إلى الهديلِ، وأدرى أنَّهُ نَسَبى
وقفتُ عندَ تخومِ الماءِ منتشِياً
حتى أُفَرِّغَ بحرَ الشعرِ بالقِرَبِ
أقامَنى من منامى زائرٌ قَلِقٌ
وكانَ يكشفُ سِرَّ الروحِ بالحُجُبِ
وراودَ النخلَ حبّى للصعودِ فما
طاوعتُهُ قبلَ أن يلهو على سُحُبى
وقلتُ للأرضِ هذا الكونُ محتفلٌ
بما لدىَّ من الألحانِ، فاقتربى
وقرّبى لى الحزانى، كى أهُزَّ لهم
جذعَ الشعورِ فيدنو نحوهُم رُطَبى
وكى أقدّمَ فنجاناً بدهشتِهِ
من الأحاسيسِ مغليّاً على حطبى
الليلُ ناطورُ أحزانى أُلاعبُهُ
نَرْدَ الحظوظِ وأُهدى صبرَهُ كُتُبى
وإنْ غَفَت أحرفى أيقظتُ سيِّدَةً
جاءت إلى مخدعى سهواً بقلبِ صَبى
تُحَوِّلُ الصمتَ موسيقا بِخَطْوَتِها
ولا تُغَنّى سوى للعاشقِ الطّرِبِ
تقولُ لى: أنتَ شيطانٌ، فقلتُ لها:
أنا غَوِىٌّ ولكنّى بقلبِ نبي
تعليقات