عبدالعزيز الفضلي: لا تشعلوا الفتنة!

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 3271 مشاهدات 0


اشتكى بلال بن رباح، إلى الرسول، عليه الصلاة والسلام، من أبي ذر الغفاري، الذي عيّره بأمه السوداء!

فقال له الرسول، صلى الله عليه وسلم،: (أعيرته بأمه؟ إنّك امرؤ فيك جاهلية).

هكذا عمل نبينا الكريم على وأد كل فكرة للتمييز بين الناس على أساس اللون أو الشكل أو العِرق، لعلمه بخطورتها على وحدة المجتمع وتماسكه.

استطاع المسلمون في عصورهم الذهبية سيادة العالم بعد أن نبذوا التفرقة بين أبناء الأمة الواحدة، وعندما عادت التفرقة والتمييز، فقدت الأمة أحد عناصر قوتها، فضاع ملكها!

من يتأمل أحوال أميركا وبعض دول أوروبا وكيف تطورت وسادت العالم، سيجد أن من أهم عوامل نجاحها وتقدمها هو نبذها لدعوات العنصرية.

لذلك تولى رئاسة أميركا رجل من أصل أفريقي، ووصل إلى رئاسة وزراء بريطانيا رجل من أصل هندي.

من المؤسف أن تخرج علينا أصوات نشاز - بين فترة وأخرى - تريد إقرار قوانين تفرق بين أبناء الوطن الواحد!

كمطالبة البعض بعدم تولي المناصب القيادية إلّا من يحمل الجنسية بالتأسيس!

وأخرى تدعو بألا يشارك في انتخابات مجلس الأمة - ترشيحاً أو انتخاباً - إلا أبناء الجنسية بالتأسيس!

لقد أقر مجلس الأمة قانون 44 عام 1994 في عهد صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله.

وهو القانون الذي أنهى صورة من صور التمييز بين أبناء الكويت، وأرجع حقاً كان مسكوتاً عنه، وهو السماح لمن ولد لأب كويتي أن يشارك في الانتخابات.

وبرغم مرور 30 عاماً على إقرار هذا القانون، وانسجام المجتمع معه، إلا أنه لا تزال هناك فئة تريد إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء!

لقد أسقط الغزو العراقي للكويت عام 1990 كل دعوات التمييز والتفريق بين أبناء الوطن، حيث لم يفرق في تعامله الإجرامي مع المواطنين بحسب مواد جنسيتهم، ولربما سقط الشهداء من أبناء المتجنسين أضعاف أبناء التأسيس.

أدعو مثيري الفتنة ودعاة العنصرية إلى النظر في أسماء أشهر من نهبوا البلاد واختلسوا أموالها - ممن صدرت ضدهم أحكام نهائية - ثم ليخبرونا ما هي مادة الجنسية التي يحملونها؟

لقد أحسنت الحكومة حين نفت على لسان الناطق الرسمي باسمها عن نيتها تعديل قانون الانتخاب في ما يتعلق بمواد الجنسية، واعتبرت أن تداول مثل هذه الأخبار «يزعزع وحدة الوطن ويفرق الصف».

فكفانا تمزيقاً للمجتمع ووحدته، كفانا إثارة للنعرات العنصرية، ولنتذكر أننا في مركب واحد إذا غرق - لا سمح الله - فلن يفرق بين مؤسس أو متجنس!

«الفتنة نائمة لعن الله مَن أيقظها».

تعليقات

اكتب تعليقك