مبارك الدويلة: قراءة في خطابين

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 2436 مشاهدات 0


النطق السامي، الذي سمعناه في جلسة القسم، أثار حديثاً عن العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وعن التنسيق الذي يتم بينهما مما ترتب عليه الإضرار بمصالح البلاد. هذا الخطاب، الذي أثار حفيظة عدد من النواب، مما اضطرهم إلى إصدار بيان لتوضيح بعض الحقائق، التي اعتبروها غائبة عن أذهان الكثير من الناس.

الخطاب السامي جاء ليرسم طبيعة العلاقة، التي يجب أن تتم بين السلطتين، والمحاذير التي يجب الانتباه لها، حتى لا تتكرر مآسي الحكومات والمجالس السابقة، ورسم لنا صورة تقريبية عن التحولات التي ستتم على كيفية إدارة الدولة في العهد الجديد.

خطاب النواب كان موجهاً للأمة، نافضاً عنهم بعض غبار الغموض، موضحاً بعض الحقائق، التي قد تكون غائبة عن البعض، مؤكداً في الوقت نفسه الولاء والطاعة لولي الأمر.

أربع نقاط كانت مثار الجدل في تلك الجلسة المهمة، التي جعلت رئيس الحكومة يعقد اجتماعاً سريعاً بعدها، ليقدم استقالته الى سمو الأمير.

أما النواب فوجدوا أنفسهم في غير حاجة لاتخاذ أي موقف عدا توضيح اللبس، الذي يرون أنه قد يكون موجوداً عند البعض.

كان الانتقاد محصوراً في التعيينات الباراشوتية التي حدثت في بعض وزارات ومؤسسات الدولة، وفي ملف العفو والأسماء التي احتواها، وفي ملف الجنسية ومحاولة تغيير الهوية الوطنية، وأخيراً قانون رد الاعتبار والتسابق لإقراره.

يقول النواب في خطابهم إنهم بريئون من ذلك، فالتعيينات الباراشوتية تصدر بقرارات من الوزراء وتعتمد بمراسيم أميرية، كما إن قوائم العفو وضعتها جهات حكومية، واعتمدتها وأصدرتها السلطة التنفيذية، ولم يكن لمجلس الأمة دخل فيها، أما موضوع الجنسية، فالذي أرجع الجناسي الخمس هو القضاء بدرجاته الثلاث، والسادسة أعيدت لصاحبها بإرادة أميرية.

الشاهد أن مجلس الأمة ونوابه لا علاقة لهم بما أثير من مواضيع تم إقرارها في دهاليز الحكومة وصدرت منها، أما قانون رد الاعتبار فهو مشروع حكومي تم التوافق عليه بين السلطتين قبل إقراره.

في الختام، يبقى الخطاب السامي وما ورد فيه له اعتباره وتقديره من قبل الجميع، ويبقى حديث سموه فوق الجميع، وليس للآخرين إلا احترامه وأخذه بعين الاعتبار، والدعاء بأن يقيض الله لسموه البطانة الصالحة.

* * *

بعد أن عجزت دولة بني صهيون عن الحصول على شخص واحد من غزة ينتقد «حماس»، ويحمّلها مسؤولية الدمار الذي أصاب القطاع، رغم ما يعانيه الأهالي من جوع وعطش وحرب إبادة، وجدوا أحد المتصهينين من منظمة التحرير في الضفة الغربية يخرج في تصوير خجول، لينتقد «حماس»، ويتوعد بمحاسبتها على دمار القطاع. الملاحظ أن خروج هذا المتصهين جاء بعد أن أعلن النتن ياهو عن فشل حملته العسكرية في تحقيق أهدافها!

تعليقات

اكتب تعليقك