هدى المهتدي: وطن هو الجرح

فن وثقافة

الآن 1234 مشاهدات 0


"كلما غافل ضوءٌ مسراه من كوة الصبر...
لاحقته طفلة تحضن دميةً خرساء
تذرف الدمع من كميها ...
لاهية دنياها عنها"

الشاعرة والإعلامية اللبنانية القديرة هدى المهتدي الريس نتواصل مع نصوصها  الحداثية الجميلة كهذا النص المتوهج بالدلالات الشعرية الذي يومئ إلى مأساة طفلة في وطن يقاوم أهله مؤامرات العالم الجائر بصبرهم وعزمهم وأملهم مهما اشتد نزيف الجراح:

على قارعة اللحظة...
أنتحب كورقة يانصيب عصيةٍ على الفوز...
تناقلتها ألفُ يدٍ غطّ الجراد قبائل يلتهمها رقماً رقماً
كلما غافل ضوءٌ مسراه من كوة الصبر...
لاحقته طفلةٌ تحضن دميةً خرساء
تذرف الدمع من كميها ...
لاهية دنياها عنها...
تتداول صفقات  اللحم المقدد لوطنٍ هو الجرح...
تتنازعه جهات بالف لون ولون...
تتهالك كالذباب على فريسةٍ مطأطأة الرأس...  
كتابها عنوانه من الغلاف الى الغلاف  (نعم)
والسيف على الرقاب متوثبٌ لاصطياد ( لا )  
رموز... وأصنام... وأسماء...
مزركشةٌ اثوابها بالذهب الاسود...
ياقاتها خيلاءُ تاريخ منشاةٌ بقار العار...
أزرارها تُفتح بأوامر مَن بيده الأمرُ والقرار...

تقول العرافة...
لا تعليق ليَ اليوم...
أخاف أن أُدفن قبل أن يصيحَ ديكُ الفجر...

((من ديوان يقول الودع))

تعليقات

اكتب تعليقك