محمد حسن الحربي: سبيل الخلاص.. حرية المعرفة

فن وثقافة

الآن 920 مشاهدات 0


يصعب الحديث اليوم عن موضوع أهمية المعرفة للشعوب، بينما هنالك موضوعات أهم تطغى على المشهد العالمي، وتستوجب الكتابة أو أقلهُ التلميح إليها. لكنّا نعتقد بأن كل شيء في دائرة المعرفة، مهم ومطلوب ويستوجب الكتابة حوله، ما دام أنه يسهم في المعرفة والثقافة والنهوض الذهني والنفسي، وضمن دائرة الممكن المتاح.
اللافت للنظر وضع الكِتاب في عالمنا العربي، الذي تعرّف عليه بشكله المطبوع منذ 100 سنة ويزيد(1921). والسر كان في مطبعة بولاق المصرية. على أن التدوين أول ما بدأ كان في العهد العباسي، وفقاً لمحمد عابد الجابري. وللكتاب غصّة طعمها معدن؛ فهو إن غاب عمّ الجهل وسحب معه مظالم شتى؛ فلا عدل بلا معرفة كما علِمنا من الآية الكريمة (.. وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط). وإن حضر الكتاب ليتنقل بحرية ويقتنيه الناس، حاصرته قائمة الممنوعات في أغلب البلدان العربية، إلا من رحم ربي، والمرحومين قلة في أزماننا كلها. وهم المتنورون الساعون إلى إشاعة النور في أنفسهم والجوار العربي أولاً، ثم ذاك البعيد، يريدون تنويره هو الآخر لتتضافر الجهود المعرفية. لكنها المحظورات لدى بعضنا العربي؛ تمنع خيط النور من الدخول، مفضلاً عليه البقاء في الظلام. والظلام رفاه الجاهل العنيد.
فوطن عربي منبسطٌ على 14 مليون كم مربع، وسكانه 420 مليون نسمه، يشكلون 5 ٪ من سكان العالم، يُطبع فيه من الكتاب الواحد 3 آلاف نسخة! يا للعجب. والحكمة هنا إعفاء القراء من النتيجة لقسمة النسخ على السكان؛ حيث سيحظى الفرد ببضع كلمات إن لم تكن حروفاً لا تشكل جملة مفيدة. أمة إقرأ، وما أدراك ما كانت عليه، وما هي عليه اليوم من قلق وجودي؟ وقد يؤخذ علينا توجّعنا على الحال، بدلاً من التوجّد على الأمة. لكنه الواقع.
مقطع القول: لو كان الكتاب حراً في تنقله عبر الجغرافيا العربية، يدخل الأمصار والبيوت والصدور، لكنّا اليوم أكثر معرفةً وحريةً وأكثر قوةً وكرامة.

* كاتب إماراتي معروف، يحمل شهادة الماجستير في الصحافة والإعلام، ويكتب مقالة أسبوعية في جريدة البيان، وله رواية مشهورة بعنوان" أحداث مدينة على الشاطئ"، وله العديد من المؤلفات ،كما أنه عضو مشارك في لجان تحكيم عربية للأعمال الأدبية والفنية، زاوية "فن وثقافة" في جريدة تسعد بنشر مقالاته القيمة.. فأهلا وسهلا بالأستاذ محمد حسن الحربي

تعليقات

اكتب تعليقك