#فلسطين_الان #شعر مبارك شافي الهاجري: ياأهل غزة

فن وثقافة

الآن 1207 مشاهدات 0


سبعون عاماً وماخارت عزائمكم
وغيركم  لايُجافي عيشَه  الخوَرُ"

نعم سبعة عقود لم تنطفئ شعلة الحلم  لتحرير الأرض المسلوبة ،لم تنخفض وتيرة المقاومة ، بل أخذت منحى تصاعدياً ، من عمليات مؤذية للعدو الصهيوني، إلى انتفاضة الحجارة التي أنهكت اقتصاده ، إلى "ضربة معلم " من فتية مؤمنين  دخلوا على العدو في عقر داره
وكسروا غروره  وكشفوا  "قبته" الزائفة.

هنا قصيدة رائعة ،شاملة المعنى ، مكتملة المبنى لشاعر كبير هو مبارك شافي الهاجري الذي يعرف كيف يستوعب الحدث وجدانيًّا  ويعبر عنه شعريًّا في تسلسل تعبيري موفق ، مؤداه التمسك بحبال الأمل وهدم أسيجة اليأس:

ياأهل غزة هذا النصر فاصطبروا
فإنما  الصبر في أعقابه  الظفرُ

شهادةٌ في سبيل الله خالصةٌ
خيرٌ لكم من حياةٍ كلها  كدرُ

سبعون عاماً وماخارت عزائمكم
وغيركم  لايُجافي عيشَه  الخوَرُ

جربتم الصلح هل للصلحِ منفعةٌ
والظلم باقٍ  ونار الحقدِ تستعرُ

والحرب قائمةٌ والأرض ضائعةٌ
والناس جائعةٌ والشعبُ مفتقرُ

وعالمُ الغرب والأعرابُ حولكمُ
كأنما  مالهم  سمعٌ  ولا بصرُ

قد ينظرون وجيش الغدر يقتلكم
وليس يقنعهم في شأنكم  نظرُ

إن تصبروا تظفروا والله ناصركم
والله  يملكُ  مالا  يملكُ البشرُ

هل أرضُ صهيونَ إلا كذبةٌ زُرعتْ
في الوعي منها رؤىَ الشيطانِ تنتشرُ

تُخذِّل الغافلين العاجزين ولا
تنالُ  ممن  بأمر  الله  تأتمرُ

مازال في أمة  الإسلام  طائفةٌ
يسعون للحقِّ ماذلُّوا وماخسروا

يحاربون  عدوَّ   الله   ماوهنوا
لهم  على كل  نصرٍ  ظاهرٍ  أثرُ

صاغوا لهم في جبين المجد ملحمةً
وباغتوا سطوة المحتلِّ فانتصروا

عادوا  بتاريخنا المنهوب وانتفضوا
لنصرة  الحق  والأيام  تنتظرُ

كأنما جيش فتح القدس رائدهُ
"أبو عبيدةَ"  بادٍ  خلفهُ  "عُمَرُ"

مجاهداً في سبيل الله ماطرفتْ
عينٌ لهُ ، ولهيب الموتِ مستعرُ

وليس يُسمعُ  إلا الله أكبرُ في..
الأرجاء  والخصم  مذعورٌ ومندحرُ

ورايةُ   الحقِّ  في  العلياء  خافقةٌ
يحفها  النصرُ في  الآفاقِ  والظفرُ

هيّا افعلوا مثلما آباؤكم فعلوا
لا تركنوا  لسلامٍ   كلُّهُ   ضررِ

عيشوا على العزِّ أو موتوا على ثقةٍ
بأنَّ ذنب  شهيد الحقِّ  مغتفرُ

وأنَّ  لله  وعداً  ليس  يخلفهُ
النصر للدين والعقبى لمن صبروا

تعليقات

اكتب تعليقك