فيصل سعود العنزي: بين الصدق والكذب تظهر حقيقة الإنسان

فن وثقافة

الآن 1405 مشاهدات 0


من المعيب جدا أن يجلس الإنسان مع شخص كاذب يحدثه بكذب وكلام غير منطقي ومغامرات زائفة ، ولكن المشكلة إذا كان يجلس معك في مجلس عامر كبير يحتوي على رجال أكبر منه سنا ،فكيف يكون التخلص من هذا الكاذب المنافق الذي لوث مسامعنا بكذبه ومغامراته  غير المنطقية التي لو جاء  بشهود وأدلة عليها  لم تصدّق  لكبرها ووسعها وقرفها وثقلها على السمع ..
أذكر مرة أن هناك رجلا كريما يكثر من الذبائح والعزائم والولائم ولكنه كثير الكذب ، وذكر الفضل بالكرم أنه عزم وذبح وأكرم فلانا وأقرض فلانا ولم يجد من يوقفه عند حده ويقول له عيب ماتفعل، إن أكرمت لا تتكلم وتمن بكرمك ،دع الناس تتحدث عنك وللأسف يستمر بالكذب ولا أعلم لمَ لا يقول الصدق مرة واحدة في حياته .
فالصدق من شيم العرب وليس هناك مبرر للكذب من أجل أن نعذره على كذبه..
وفيما يتعلق  بالجهل فهناك شخص جاهل يتكلم في السياسه والاقتصاد والدين في المجلس ولا يجد من يوقفه عند حده ، ويقول له كفاك هذا الكلام ،فأنت شخص جاهل غير متعلم لمَ تتصدر المجلس وتقول كلاماً مثل خطبة الجمعة وأنت غير مؤهل لذلك ؟..
ولم الشخص المتعلم غير مقبول كلامه أو يُسمح  له أن يبدي رأيه  في المجلس؟ وإن تكلم أو عبر عن رأي معين في صميم اختصاصه قاموا بالتنمر عليه والتقليل من شأنه ..
وأذكر
حديث أبي هريرة ( أن رسول الله ﷺ قال: آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا أُؤتمن خان )، رواه الشيخان.

آية المنافق أي علامة المنافق  وهذا نص صريح جاء في الحديث.

وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب "
أخرجه أحمد في مسنده.
أي لا يجتمع الإيمان والخيانة والكذب ، فالمؤمن لا يخون ولا يكذب .
والأدهى والأمرّ من ذلك أنه لم يجد الكاذب من يوقفه عند حده ويقول له كفاك كذبا ،،
وقال الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119))

شتان بين الصدق والكذب والعلم والجهل وسوف تسقط الأقنعة عن الأوجه الكذابه المنافقة الجاهلة ، وتركهم خير وأفضل .

من مبدأ الريب أنأى عن ذوي الجهل
ناهيك عن كاذب يلقاك بالكذب ِ

ما أقبح الناس إن كانوا بلا ذمم
الكذب ان نطقوا والجهل بالخطب ِ .

تعليقات

اكتب تعليقك