مبارك شافي الهاجري: وهْمُ العدالة

فن وثقافة

#غزة_تستغيث #غزة_الآن

2196 مشاهدات 0


ما إن رأونا خانعين تجرأوا
وتكالبوا  فعلاً  بغير  كلامِ"


لا تُصادم القوة إلا بالقوة ، فهي تأتي مندفعة بكل ما فيها من فوضى، لا يكبح اندفاعها دفاع كلمات ، ولا يردع فوضاها طلب مفاوضات ، وحين يكون الخنوع حلًّا وهميًّا يكون فعل الآخر واقعاً حتميّا.

هنا الشاعر الكبير مبارك بن شافي الهاجري  في قصيدته الرائعة في مضمونها والشاملة في محاورها  يعبر عما تنطوي عليه أنفسنا من غبن شديد الوقع لما يكابده أهل غزة من  قتل جماعي  وتدمير عشوائي على أيدي الصهاينة المجرمين ،بينما العالم العربي وحكامه يقفون موقف العجز والمذلة لا يفعلون شيئاً لإيقاف تلك المجازر المستمرة حتى هذه اللحظة:

سقط  القناعُ وبرقعُ الأوهامِ
وتوحد الكفارُ  في  الإجرامِ

يتكلمون عن السلام وهمهم
ألّا  تقوم قيامة   الإسلامِ

ما إن رأونا خانعين تجرأوا
وتكالبوا  فعلاً  بغير  كلامِ

هدموا فلسطين التي كانت لنا
رمزَ الصمود وجذوةَ الإلهامِ

وبنوا على أنقاضها وطناً لهم
ملأوه   بالأحقادِ   والآثامِ

والغرب يدعمهم بكل صفاقةٍ
بالمال   والأعمال   والإعلامِ

قل للذين على المهانة طبَّعوا
تبًّا   لكل  منافقٍ   متعامِ

يتقزمون  أمام أمريكا. ولا
تدرون  أن  الذل  للأقزامِ

هذي كلاب الغرب تعلن صفّها
علناً  لردع  كتائب  القسامِ

وكتائب القسام رمزُ كفاحنا
وأُساةُ  جرح المسلمين الدامي

تركوا سلامكمُ الضعيف لضعفكم
ورموا  جبين  الذل  للإقدامِ

من مات منهم فالشهادةُ حظهُ
وعداً   من   المتكبِّر   العلّامِ

أو عاش فالنصر المؤزر والعُلىَ
وبناء  مجدٍ  في الخليقة سامِ

عيشوا على وهم العدالة واركضوا
في   ساحة   التطبيع   كالأنعامِ

هل كان "جوبايدن" وقد كنتم لهُ
من   زمرة   الأتباعِ   والخُدامِ

يسعى إلى العدلِ الذي هو حقكم
أم   أنه   من   جملة   الأخصامِ؟

يَعِدُ اليهود لدحر كلِّ مناهضٍ
ومقاومٍ    للظلم    والظُلّامِ

لتعيش إسرائيل رغم أنوفكم
مغروسةً  في مهجة  الأيامِ

مَن للنساء وللشيوخ وغيرهم
وأرامل  الشهداء  والأيتامِ ؟

يدعونهم للعيش خارج أرضهم
إن  يرغبوا في عيشةٍ  بسلامِ

قتلٌ  وتهجيرٌ  وهدم  منازلٍ
صورٌ تبث الرعبَ فعلَ لئامِ

ويصورون الغاصبين ضحيةً
بالكذْب والتضليل والإيهامِ

أطفال غزة يُقتَلون بقسوةٍ
وضمير أمريكا الخبيثة عامِ

لاسلمَ لا تطببعَ هذا مطلبٌ
صرختْ به الأحداث للحكامِ

تعليقات

اكتب تعليقك