فيصل سعود العنزي: الحسد والغيرة قد يقتلان .. احذروا !

فن وثقافة

1748 مشاهدات 0


ضجت وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا بخبر مقتل الدكتور أسامة توفيق دكتور العضام المصري الشاب الخلوق الوسيم المحترم، وأصبحت القضية حديث العالم ، ومع العلم أنني لا أهتم كثيرا في متابعة أخبار قضايا جرائم القتل أو السرقة أو قضايا المخدرات ولكن ماشدني في قضية قتل الدكتور أحمد توفيق هو ما اطلعت عليه بالصدفة في لقاء مع القاتل الدكتور أحمد شحته عندما سئل  القاتل ماذا يعني المرحوم أسامة توفيق بالنسبة إليك ؟ وقام فأجاب المجرم  بطريقة فيها من الوجدانيات والحب والعاطفة الكثير بقوله كان صاحبي وزميلي وأكثر من أخي!! .

عندما سمعت هذا القول نزلت الصاعقة على رأسي ومر تيار كهربائي داخل جسدي زلزلني،  بل أبعد من ذلك شعرت بذهاب عقلي وإحساس بالوحشة والقرف من هذا الفعل ،وقس على ذلك أفعال كثير من الأصدقاء مع أصدقائهم .

كان الدكتور الشاب الخلوق أسامة توفيق البالغ من العمر ٢٩ سنة صديق الدكتور أحمد شحته منذ الطفولة حيث أنهما من محافظة الشرقية درسا مع بعضهما البعض في المدارس وفي الجامعة وفي نفس التخصص ،وبعد التخرج اشتغلا في مستشفى معهد ناصر وغير ذلك تشاركا في فتح عيادة طبية خاصة في منطقة الساحل ، وبعد كل هذه العشرة والصداقة يقوم أحمد بقتل الدكتور أسامه ،وعندما بحثت عن المبرر وراء الجريمة لم أجد مبررامقنعاً ،
قالوا أنه قتله من أجل المال  وهناك من قال من أجل خلاف على حب فتاة ،وهذا كذلك ليس مبرراً للقتل ،ولكن القول الراجح أن الغيرة والحسد هما الدافع الرئيسي لهذه الجريمة النكراء البشعة وأستذكر قول الشاعر الكبير خلف بن هذال محذراً:

احذر عدوك دبة العمر مرة
واخذ الحذر من صاحبك عشر مرات


نعم اتقِّ  الصديق بأن تكون  بينك وبينه وقاية تحتمي بها منه ، واختر أصدقاءك بحذر وجدية ومهما كان الصديق صالحا ومتزنا وعاقلا فإن المرء لايدري لربما تأتيه نزغات الشيطان من الحسد والغيرة ويقوم بالترصد له وقتله مثلما فعل أحمد بالدكتور أسامة، سألت أحد الأساتذة المهتمين بعلوم التنمية البشرية عن كيفية عدم خوض جدال أو خصام مع الأشخاص السلبيين في حياتنا الذين يقومون بالتهكم والازدراء والحسد وما إلى ذلك، فقال:

أولا عليك بالتحصين في الصباح والمساء وقراءة المعوذات ومن ثم فإن أمامك خيارين إما أن تتركه يتكلم ويفصح عن أي شيء  أنت تتقنه وتسكت دون مقاطعته وتنتقل إلى موضوع آخر ، أو تتكلم عن مواضيع أخرى غير المواضيع التي تتقنها حتى لا يغار منك ويهاجمك أو ربما يترصد لك ويؤذيك.

وعلمتني الحياة كثيرا حتى أصبحت أفرق بين الصديق الوفي وصديق المصلحة والصديق الحسود الغيور المترصد، وهذا أخطر من صديق المصلحة لأن صديق المصلحة لا يغار منك أو يحسدك إنما يلازمك كل يوم حتى يأخذ مصلحته ويذهب عنك ،والصديق الوفي حتى لو كان بعيدا عنك متى تطلبه تجده  أمامك ،
إنما الحسود الغيور هو الذي يلازمك ويبدو انه يحبك ولا يريد مصلحة منك ويخدمك ،وفي نفس الوقت يغتابك ويهاجمك ويسيء إليك ويكرهك، إذا ابتعدت عنه سأل عنك وإذا سألت عنه أزعجك .

تعليقات

اكتب تعليقك