محمد الرويحل: الرجل المناسب في المكان المناسب!!

زاوية الكتاب

كتب محمد الرويحل 3861 مشاهدات 0


الوظائف العامة هي أمانة دينية وأخلاقية ومسؤولية قانونية وأدبية لخدمة الوطن والمواطنين، الأمر الذي جعل الوظيفة العامة حاضنة للإبداع والتميز والكفاءة والتطوير وتعزيز مبدأ العدالة والنزاهة وتكافؤ الفرص وترسيخ مبدأ الثواب والعقاب وسيادة القانون والمحاسبة وفتح سياسة الباب المفتوح لسماع مشاكل وقضايا المجتمع، والعمل على حلها وإزالة العواقب أمامها، وإدراك أن الوظيفة هي خدمة وطنية لرفع سمعة الوطن وتسهيل أمور المواطنين لا خدمة لمصالح الموظف وأهوائه، لذلك قيل الشخص المناسب في المكان المناسب. لقد مرت علينا سنوات مضت كانت الوظيفة العامة عبارة عن وسيلة مقايضة ومساومة ومحاصصة وكسب ولاءات سياسية، الأمر الذي نتج عنه حالة فساد إداري ومالي، وعبث وظيفي وظلم للكفاءات المؤهلة لتبوء تلك الوظائف التي وزعت وفقاً لما ذكرت، جعلت الكويت آخر دولة المنطقة، بعد أن كانت المتصدرة في كل الميادين، لذلك فمقولة «الرجل المناسب في المكان المناسب» لم تكن وليدة اليوم ولا هي بجديدة على الأمم، بل هي مقولة تاريخية ومفتاح لنجاح وتطور الدول لكننا لم نراع ذلك ولم ندرك أهميتها.

ولأننا كذلك لم نطبق هذه المقولة فإننا نستذكر هنا قصة الصحابي أبي ذر، رضي الله عنه، حين طلب من الرسول، صلى الله عليه وسلم، أن يوليه الإمارة، فقال له الرسول «يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها». وقال الرسول «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال كيف إضاعتها يا رسول الله قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».

يعني بالعربي المشرمح: بعد تجربة التعيينات البراشوتية كما يسميها البعض وتوزيع الوظائف العامة على أسس علاقات ومصالح سياسية ومحاباة ومحاصصة ووضع الشخص غير المناسب في المناصب القيادية ماذا جنينا سوى التخلف وانتشارالفساد الإداري والمالي، وهدر الطاقات وضياع البلد وإغراقه في فوضى عبثية جعلتنا في آخر دول المنطقة؟ فإن لم ندرك أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب فلن نصلح ما أفسده الآخرون، ولن نتمكن من استعادة مكانتنا كما كانت، وأن نطور بلدنا، ولن نحل مشاكلنا، وستبقى الحال كما هي، بل سيزداد التدهور والفساد، فهل سندرك ذلك قبل فوات الأوان؟

تعليقات

اكتب تعليقك