حسن العيسى: مطاردة ساخنة للقبلات

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 991 مشاهدات 0


هل يبحثون عن حشيش وهيرويين أو حبوب مخدرة أو غيرها في ذلك المكان؟ لا... أبداً، هم ينبشون الكتب والمطبوعات في هذه المكتبة أو دار النشر بحثاً عن عبارة من شاكلة «قبلها وقبلته»، تلك هي مأساة رقباء مباحث وزارة الإعلام في تفعيلهم للرقابة اللاحقة، بعد أن تم إلغاء الرقابة المسبقة، ليوجه رقباء الوزارة كل همهم ونشاطهم إلى كل ما ينشر في الكتب، يتصورونه في ثقافتهم المتواضعة أنه يعد مساساً بالقوانين والقيم، كلمة «قبلته» تصلح لإحالة صاحب المكتبة إلى النيابة، التي تحيله أوتوماتيكياً بدورها إلى المحكمة الجزائية، ليظل صاحب دار النشر رهيناً لبلاغات الحضور لجلسات محاكمات الضمير.

بعث صاحب مكتبة ودار نشر رسالة يشكو فيها سلوك وزارة الإعلام، التي تشن حملة بالغة التزمت والتخلف على «... دور النشر والمكتبات، حيث تتكرر غارات التفتيش غير المبررة في ظل وجود رقابة لاحقة، يفترض أن تكتفي الوزارة باستقبال بلاغات من الناس في حال وجود أي مشكلة مع كتاب معين بدلاً من البحث عن المشاكل بين أرفف الكتب، إذ يكفي هذه الوزارة التي ابتلينا بها الدور الذي لعبته طوال تاريخها في تدمير النخب وملاحقة المفكرين والأدباء...».

ويضيف صاحب الرسالة البليغة متسائلاً بحزن: «... لماذا يلجأ وزير الإعلام إلى التضييق على المكتبات ودور النشر بعد تحرره من المساءلة السياسية فيما يتعلق بمنع الكتب بعد الانتقال إلى نظام الرقابة اللاحقة؟ ولماذا تصر وزارة الإعلام على أن تكون شرطي الفكر والأخلاق في عهد السوشيال ميديا؟ وما علاقة كل هذا بمشروعها السيئ الذي قامت بسحبه مؤخراً بشأن تنظيم الإعلام، والذي شهدنا فيه تبرعم المحظورات وتغول العقوبات على نحو ينسف كل ادعاءات تصحيح المسار»!

من يقرأ اليوم عند هذا الجيل الجديد كي تلاحق الكلمات وتنبش الضمائر، ثقافة محصورة في «تويتر وفيسبوك وإنستغرام»، ولا شيء غير ذلك، هل يُخشى على هذا الجيل أن يفتحوا كتب الأدب والثقافة، مجرد مطالعة صحفنا المتواضعة قد تصيبهم بصداع...؟ لماذا هذا الإرهاب الفكري في دولة ومجتمع يهرولان للوراء سريعاً بفضل نجوم فكرها المتزمتين، وسلطة سياسية سلمت الخيط والمخيط لسياسيي الدين ورقباء محاكم التفتيش... خسارة.

تعليقات

اكتب تعليقك