عبدالعزيز الكندري: نعم... لبنان يستحق الدعم !

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الكندري 626 مشاهدات 0


هناك دول حول العالم صغيرة الحجم ولكنها كبيرة الفعل والمكانة ولا يتسع لها المكان، لها نفوذ أكبر بكثير من حجمها، ولديها أدوار مختلفة والجميع يقبل بوساطتها، تتميز بالحكمة والاتزان وعدم صنع الأزمات بل تتدخل بين الأشقاء لحل الخلافات ومنذ زمن بعيد، لذلك الكويت هي محبوبة الجميع.

وتاريخها لم يكن حافلاً بالورود دوماً، فهناك العديد من المصاعب التي مرت بها وعلى مختلف العصور، ولكنها السياسة الخارجية الحصيفة المتزنة والمتوازنة هي التي صنعت وأحدثت الفارق، وعبرت بالكويت إلى بر الأمان منذ أكثر من 350 عاماً، لأنها تعيش على التسامح.

وعند المصائب والمحن والأزمات تجد الكل يبحث ويتحدث عن الكويت. إنه الصوت العربي الذي يتحدث بكل صراحة عن المظلومين ويقف بجانبهم وقضاياهم العادلة، والفرصة وحدها لا تكفي لصنع المواقف، فلا بد من وجود النوايا ومواقف تبرهن على هذا الأمر، لذلك نجحت الكويت عبر تاريخها بالقيام بدور الوساطات الإقليمية، ولأن سياستها الخارجية تعتمد على التوازن والحياد بين الأطراف المتنازعة، وأهم صفة للنجاح في دور الوساطة هو الوقوف على مسافة واحدة من الأطراف المتنازعة.

والصندوق الكويتي للتنمية قام بدور بارز وفعّال في تحسين صورة الكويت الخارجية، من خلال تقديم المساعدات لمختلف الدول حول العالم وحقق أهداف سياسة الكويت الخارجية.

ويعتبر الصندوق أول مؤسسة إنمائية في الشرق الأوسط تقوم بالمساهمة في تحقيق الجهود الإنمائية للدول العربية والدول الأخرى النامية.

وموقف الكويت من إعادة بناء الأهراءات المخصصة لتوفير المخزون الاستراتيجي من القمح للشعب اللبناني هو موقف إنساني نبيل في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الأشقاء في لبنان، وعلماً بأن هذه الصوامع بنيت في عام 1969 بقرض من دولة الكويت من خلال الصندوق الكويتي للتنمية، وهذا يبين حب أهل الكويت منذ القدم لتقديم المساعدات الإنسانية لكافة الأشقاء، حكاماً ومحكومين ورجال أعمال.

وفي عهد الشيخ جابر الأول بن عبدالله حاكم الكويت من عام 1814 إلى 1859، والذي اشتهر بجابر العيش حيث كان يساعد الفقراء والمحتاجين. ولا ننسى وقفية الشيخ محمد بن عبدالرحمن العدساني سنة 1783 والتي كانت خير شاهد على أن العمل الخيري ومساعدة الفقراء والمحتاجين مترسّخة ومتجذّرة في قلوب ووجدان الكويتيين.

والعلاقات الكويتية - اللبنانية قديمة وكانت دائماً خير معين للشعب اللبناني في أشد الظروف والمواقف، ونستذكر موقف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الدكتور سليم الحص أنه أول من دان الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت عام 1990. ومن أهم المواقف التاريخية بين الكويت ولبنان قيادة اللجنة السداسية التي تم تشكيلها بقرار من مجلس جامعة الدول العربية في 15 اكتوبر 1988، برئاسة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، وكان آنذاك نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للخارجية، وبذلت جهوداً لحل الأزمة اللبنانية وتحقيق الوفاق الوطني.

وفي عام 1961 كان استقلال الكويت فبادرت لبنان بالاعتراف بالحق الكويتي، فقامت بغداد بطرد السفير اللبناني، معتبرة اعتراف لبنان باستقلال الكويت «بادرة عدائية» تجاهها.

وذكر د. عادل العبدالمغني الذي ألّف كتاب «لبنان الذي في خاطري» ذكريات الكويتيين في ربوع بيروت، مجسّداً شكل العلاقة التاريخية المميّزة بين الشعبين، ويتضمن الكتاب أحداثاً حقيقية وذكريات يذكرها الكاتب مستذكراً رحلته الأولى إلى لبنان في عام 1953 وما شاهده هناك من كرم الضيافة وحسن الخلق، وغيرهما من سمات يتصف بها الشعب اللبناني الأصيل.

الخلاصة هي أن الشعب اللبناني شعب شقيق، وردة فعل البعض غريبة بسبب طلب لبنان إعادة بناء صوامع القمح للشعب اللبناني، وتصعيد غير مبرر في الكلمات واللهجة، وأصبحنا لانتحمّل بعضنا وفي الأغلب نُصعّد الأمور... وهذا مؤشر غير جيد.

تعليقات

اكتب تعليقك