من شعراء الماضي.. حميدان الشويعر.. آثر الجرأة وتحمّل العواقب

الأدب الشعبي

الآن 792 مشاهدات 0


وُلد حميدان الشويعر في قرية "القصب" الواقعة في ناحية نجد ، وكان مولده على وجه التقريب عام1200 هجري.
يعتبر حميدان الشويعر ضمن مشاهير شعراء الجزيرة ،ولاتكاد تخلو الكتب الثراثية من قصائده.
إلا أن الشويعر كان مختلفاً في منهجه الشعري عن معاصريه حيث تميزت قصائده بالجنوح نحو الأسلوب الساخر والنقد اللاذع المشحون بالفكاهة الظاهرة إزاء مايراه من أخطاء وممارسات سلبية بين أبناء مجتمعه ، بل إنه يتمادى في الطرح الحاد والأسلوب اللاذع  دون أي تحفظ مما سبّب له متاعب كثيره أدت إلى هروبه من نجد واللجوء إلى بلدة الزبير في العراق ،ريثما تهدأ الأمور ويأمن العقاب ممن تضرروا من شعره اللاذع.
وقد عاد حميدان الشويعر إلى موطنه بيد أنه لم يتوقف عن شعر الهجاء، حيث هجا أهل نجد بقصيدة طويلة عكست انطباعاته في تلك الفترة،
الشويعر مثال للشاعر المتمرد على أعراف المجتمع التي يراها خاطئة ، الرافض للنفاق الاجتماعي دون أن يخشى شيئاً.
حتى أنه لم يمتنع عن انتقاد ولده "مانع" شعريا حين رآه متكاسلاً لايحسن صنعاً:
مانع خيّالٍ في الدكه
وظفْرٍ في راس المقصوره
وان صاح صْياحٍ من برّا
توايق هو والغندوره


ولايعني اتصاف قصائد حميدان الشويعر بالنبرة الساخرة أنها بعيدة عن لمحات الحكمة وفلسفة الحياة ، فله أشعار كاملة ينحو بها منحى الشعراء الحكماء ، رغم أنه عُرف بهذا النوع من الشعر الساخر الذي يتضمن مقومات الاجتذاب بما يصنعه في ذهنية المتلقي من التشويق وتحريك الفضول،
وهنا جزءٌ من قصيدة يتناول بها صفات الناس في زمنه بحسب رأيه:
فكرت وجرت بالناس اجمعين
وميزت  العزاز من  الخباره
لقيت الناس عدوان البخيل
وخلان الصخي راع الخباره
ياليت  الرزق  كله  للكرام
عزيزين النفوس بكل شاره
اذا جاك الولد بيديه طين
وله غرسٍ يحفّر في عفاره
ترى هاذاك ماياخذ زمان
الا وهو جامعٍ عنده تجاره


وله أيضاً قصيدة تتناول بعض الظواهر حيث يقول:
النيـة شـانـت ما زانــت
صارت لـفـلانٍ وفـلانه
الحصني يمشي ديقان
والبومه صارت شيهانـه
المسجد بابه مـا طـرّف
ادخل يا اللي فيك ديانه
الـديـن الـديـن الـلـي بـيـّن
بين مثل شمـس القيضيـه
مـا همـن ذيـبٍ فـي عوصـا
همـي عـودٌ فـي الدرعيه
قولـه حـق وفعـلـه بـاطـل
وسيـوفـه كـتــبٍ مـطـويـه

تعليقات

اكتب تعليقك