د.تركي العازمي: احذروا المنافقين و«كلها تسكر...» !

لماذا التحذير من المنافقين؟... إن الله عز شأنه قال في حقهم «إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار» وقد وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم، في الحديث الشريف «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أئتمن خان».

خذ هذا التحذير محل اهتمام: فكم من بيننا أفراد يكذبون، ويخلفون الوعود، وخائنين للأمانة.

علينا كأمة مسلمة أن نحذر الوقوع في تلك الخصال المدمرة التي توعد الله بها المنافق بمصير أسفل النار أعاذنا الله وإياكم منها.

أسوق هذا بعد أن شاهدت كثيراً ممن يُطلق عليهم فاعلون في المستنقع السياسي والاجتماعي والإعلامي تتغير مواقفهم وتفوح من تصريحاتهم رائحة الكذب.

وقد كان أحد الحضور في الديوانية يردد «شفت ربعك» و«شفت فلان وفلان» و........!

أمر أحبتنا غريب مستهجن، هم يريدونك على «مايتهم» مع اختلاف ثقافتك وتربيتك وتحصيلك العلمي ومستوى معرفتك وخبرتك وهذا صعب بلوغه.

الاختلاف وارد وطبيعي لكن المواقف وأعني هنا المواقف الثابتة تجاه مكافحة الفساد والمطالبة بالإصلاح تبقى ثابتة لا تتغير مع تغير الأشخاص، ومن ينقلب على مواقفهم فهو كاذب أشر... اللهم اهدنا واهدِ أحبتنا إلى سواء السبيل.

ذلك المتحدث يقول «شنو تغير»... «كلها تسكر يا ابن عسكر» أي كلا الفريقين سيان سلوكياً يعني يخرج فريق ويدخل فريق والنهج هو ذاته يقصد النواب والقياديين.

طبعاً كلام صاحبنا غير دقيق، فبوادر الإصلاح أخذت تتبلور شيئاً فشيئاً وما يخفى علينا علمه عند الله.

صلاح الذات مهم، وتثقيف العامة أهم والبداية تبدأ من تعليم سليم وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وفق مسطرة مستقيمة (ما فيه أحد فوق القانون).

المثل الدارج «كلها تسكر يا ابن عسكر» يقال عندما ييأس الفرد من مكافحة الفساد أو حدوث الإصلاح ويصور للمتلقي أن «الدعوى خربانة» وهو مخالف لقوله تعالى «ولا تقنطوا من رحمة الله» فالله عز شأنه يعلم ونحن لا نعلم والمطلوب فقط أخذ الحيطة من «شلة المنافقين» والمطالبة بالإصلاح.

الشاهد، إن التغيير سنة الحياة فمن غير المعقول أن نبقى على نفس المسؤولين والمستشارين الذين تسببوا بعلم أو من دون علم في حالة الفساد التي ما زلنا نتابع كثيراً من فصولها ولنا في الآية الكريمة «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» خير دليل.

الزبدة:

إننا بين الإصلاح المراد بلوغه ومشاهدة صور الفساد المستشرية نقف ونحتكم للعقلاء لا السفهاء ومروجي الإشاعات.

ونقف في حيرة من استمرار المنافقين في السلوك ذاته دون رادع.

الله يهدينا وإياكم إلى سواء السبيل... فاحذروا المنافقين «مساحي الجوخ» المتلونة «المتشقلبة» مواقفهم ممن يكيل بمكيالين وإن قيل «كلها تسكر يا ابن عسكر»... الله المستعان.