جريدة الآن تحتفل بمرور 16 عامًا على صدورها

محليات وبرلمان

أولى الصحف الإلكترونية في الكويت والخليج

الآن 909 مشاهدات 0




في يوم 22 يونيو 2007 تغيرت قواعد الصحافة في الكويت ومنطقة الخليج العربي وإلى الأبد ، ففي هذا اليوم قبل 16 عاما بدأت جريدة  الإلكترونية النشر اللحظي الذي استمر إلى الآن لتكون بذلك أول جريدة إلكترونية في الكويت ودول الخليج العربي .

وجريدة  تم رصد تجربتها الطويلة في عدد من الكتب المتخصصة في الإعلام ، وفي عدد من إطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير لعدد من الأكاديميين من الكويتيين ومن غيرهم من الخليجيين والعرب .


قبل هذا اليوم بأشهر كان فريق جريدة يعمل جاهدا بقيادة المؤسسين الثلاثة  للجريدة الزميل زايد الزيد والزميل دكتور سعد بن طفلة ، والزميل داهم القحطاني من أجل انطلاق الجريدة بمحتوى يناسب التغيرات التقنية والمعلوماتية آنذاك .

التجارب تعددت بين التحضير للمحتوى الجديد ، وبين إعداد الشكل الاخراجي والتبويب لأقسام الجريدة ، وبين قيام الفريق التقني بتصميم الموقع ، وإعداد خوادم التخزين وغير ذلك من أمور تقنية .

ولاختيار اسم الآن قصة طريفة فقد اقترح الزميل داهم القحطاني مسمى يعبر عن واقع النشر اللحظي فكان مسمى الكويت الآن ليتم تطويره لاحقا ليكون الآن ، وليتم بعد ذلك اختيار الاسم في الانترنت عبر نطاق ال cc الجديد آنذاك ، وهي العملية التي تمت في ديوانية الزميل دكتور سعد بن طفلة .

الاجتماعات التي حددت شكل وتبويب الآن كانت تتم في مقر شركة روافد التي كان يملكها الزميلان الزيد و دكتور سعد بن طفلة ، وكان يحضر هذه الاجتماعات أحيانا المرحوم بإذن الله مبارك العدواني وكيل وزارة الإعلام السابق بحكم الصداقة التي تجمعه بالزملاء الزيد ودكتور سعد بن طفلة .

حين أتى اليوم الموعود وهو يوم 22 يونيو 2007 وانطلقت جريدة الآن كان الحدث غير عادي فللمرة الأولى يمكن للقراء في الكويت ودول الخليج أن يتابعوا وبشكل مستمر جريدة إلكترونية تنشر الأخبار على مدار الساعة ، وتتيح للقراء التعليق على الأخبار ، وهي الميزة التي جعلت الآن واحدة من أقوى الصحف تأثيرا على الرأي العام وعلى صانع القرار ، فهذه التعليقات كانت تشابه في تأثيرها ما لتطبيق تويتر من تأثير وهو التطبيق الذي انتشر في الكويت والعالم بعد صدور جريدة الآن بنحو ثلاث سنوات .
ويتذكر الزملاء أن مسؤولين كبار  ونواب كانوا يرسلون طلبات شطب بعض التعليقات لما لها من تأثير وهو ما كانت ترفضه جريدة الآن إلا إذا كان رأي محامي الآن أن التعليق يتضمن مخالفة للقانون .


وقد تميزت جريدة الآن بنشر ما لا تجرؤ الصحف المطبوعة من مواضيع ممنوعة ومنها الأخبار أو التقارير الرسمية أو المقالات التي تمنع الصحف نشرها وكانت الآن تنشرها في قسم مُنع من النشر .

بالطبع هناك ثمن لابد من دفعه ، فانحياز جريدة الآن للحقيقة ، وتبنيها للقضايا الشعبية ، ودعمها للحراك الشعبي جعلها هدفا لحملات لم تتوقف من قوى الفساد ، فكانت محاولة اغتيال الزميل زايد الزيد في أكتوبر 2009 بعد خروجه من ندوة نظمت في مقر مظلة العمل الكويتي ( معك) في منطقة الشهداء ، وكان هناك الملاحقات القضائية التي أدت في مرتين إلى الحكم بسجن الزميل زايد الزيد في قضية رفعها الوزير أنس الصالح وانتهت ببراءة الزيد لاحقا بحكم التمييز ، وفي مرة أخرى القبض على دكتور سعد بن طفله في مطار الكويت وهو متجها إلى مكة برفقة أسرته مرتديا الإحرام وسجنه تنفيذا لحكم صدر فجأة قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد أيام بكفالة انتظارا لحكم الاستئناف ، وفي مرة ثالثة تنفيذ حكم سجن زايد الزيد خلال عودته للكويت لحضور دفن المرحوم والده في قضية رفعها الوزير عبدالمحسن المدعج ومنعه من حضور الدفن أو العزاء .
وإضافة لمحاولة الاغتيال ، والملاحقات القضائية كانت هناك محاولات الإنهاك بقضايا التعويض المالي ليس فقط ضد ملاك جريدة  ، بل ضد كل من ينشر في الآن أي تقرير أو معلومة ذات طابع مؤثر استغلالا لمبدأ قضائي أصدرته محكمة تمييز العام 2010 يفيد بأن شبكة الانترنت تعتبر بمثابة مكان عام وبالتالي ينطبق عليها ما ينطبق على القضايا العادية .

حجم التعويضات التي دفعها ملاك  كبير جدا ليس فقط في القضايا المرفوعة ضدهم بل حتى في القضايا التي ترفع ضد ما نشره الآخرون من مقالات حيث يعتبر القانون ملاك الجريدة شركاء في الجريمة .
مع تصاعد تأثير شبكات التواصل الاجتماعي في الكويت مطلع العام 2011 فقدت الصحافة المطبوعة وكذلك الإلكترونية تدريجيا تأثيرها القوي وأصبح هناك مؤثرين جدد قادرين في أحيانا معينة على نشر الأخبار بشكل أسرع ، كما أن وجود الحسابات الوهمية بكثرة ونشرها لمعلومات تختلط فيها الحقيقة مع الكذب أدى كل ذلك للتأثير سلبا على انتشار الصحف بشكل عام ومنها جريدة .

في تلك الفترة تم التخارج في ملكية  العام 2014 ، فخرج د سعد بن طفله واستمر الزميل زايد الزيد كمالك وحيد .
وبفضل عملية إعادة التنظيم الإداري والمالي استطاعت جريدة  الاستمرار في النشر إلى هذا اليوم رغم كل المصاعب .

جريدة  لم تكن لتستمر طوال هذه المدة الطويلة لولا إيمان ملاكها بحرية الرأي ، وبحق الشعب في التعبير عن رأيه ، ولولا الدعم الكبير الذي قدمه قراء  طوال هذه السنوات المليئة بمعارك لا تنتهي من أجل الدفاع عن الدستور ، وعن الحقوق الشعبية ضد قوى فساد ظالمة لم تترك وسيلة للايذاء إلا واستخدمتها .
كما كان للفريق القانوني لجريدة  بقيادة المحامي الكبير الحميدي السبيعي عضو مجلس الأمة السابق دور كبير في مساندة  وتمكينها من الوقوف في صف المطالبات الشعبية وهو جهد قدمه مكتب المحامي السبيعي بشكل مجاني ما يعكس إيمانه الحقوق بالحريات العامة ولهذا ولأسباب وقوفه مع شباب الحراك الشعبي ومن دون مقابل تمت تسميته بمحامي الحريات .

في العام 2018 أعادت جريدة  تغيير شكلها وتصميمها واطلقت أحدث نظام نشر في الكويت حينذاك بفضل الفريق التقني بقيادة المهندسين محمد الدوب ومحمد الأنصاري ، وكانت في ذلك رسالة مفادها أن جريدة  مستمرة في الصدور رغم ما وجدته طوال فترة صدورها من حروب متتالية أقساها حرب منع الإعلانات فيها بأوامر حكومية بعد أن كانت تشهد نشر بعض الإعلانات من جهات رسمية .
هذا التحديث أتاح لجريدة  الحفاظ على أرشيفها الذي يضم آلاف الأخبار والتصريحات التي انفردت  بنشرها حين كانت الجريدة الوحيدة التي تنشر ما لا تجرؤ الصحف الأخرى على نشره ، وهو أرشيف له قيمة كبيرة لا تقدر بثمن .

تحية كبيرة تتقدم بها  إلى من عمل بها كافة من صحافيين وتقنيين ، وإلى كل من دعمها من شخصيات عامة وطنية ، ومن كتاب ونشطاء ومغردين .

كما تتوجه  بالشكر والتقدير لمن لا يلحظ الناس تضحياتهم وهم أسر الملاك والصحافيين  والتي كانت تعاني بصمت بسبب حملات الاعتداء الجسدي أو الملاحقات القضائية التي كانت تمارس بحق ذويهم ، وهي تضحيات كان من الصعب استمرار ملاك  والعاملين فيها بالاستمرار بالدفاع عن الحقوق الشعبية لو وجود هذا  الدعم الكبير في تأثيره .

 مستمرة رغم كل الظروف والتحديات ، ومن كان يراهن أنها لن تستمر لأكثر من سنتين وأنها ستتوقف عن النشر كما عشرات صحف مطبوعه وإلكترونية غيرها فقد خسر رهانه فنحن اليوم نودع 16  عاما من الصحافة الجريئة وندخل إلى عام جديد مليء بالتحديات .

تعليقات

اكتب تعليقك