حسين الفضلي: المستشار نايف الركيبي.. راعي فزعة

زاوية الكتاب

كتب الآن 580 مشاهدات 0


المستشار نايف الركيبي شهامة ظاهرة وبادية لا تخطئها العيون ولا ينكرها إلا للفكرون الجاحدون وفزعة للأصدقاء والأصحاب، لا يتأخر عنهم بدعم ولا يمن عليهم بفضل فهو المسارع إلى النجدة والمساعدة لكل من يرى أنه يحتاج اليهما ولو لم يدع إلى ذلك تحركه شهامته وتوجهه رجولته وتحدد خطراته الإنسانية التي تملأ قلبه تجاه من يعرفه ومن لا يعرفه عرفته نبيلا بكل ما في الكلمة من معنى، وعملت معه وقتاً ليس بالقصير في صحيفة الأنباء، فجمعتني معه محبة متبادلة، ومودة لازلت أحفظها وأرعاها وأحرص على تعزيزها والإضافة إليها، فمعرفة الرجال كنوز كما يقولون، وليس نايف الركيبي إلا واحداً من هؤلاء الرجال الذين تشخص إليهم الأبصار، وتتسع لهم الأفئدة والقلوب لقد كان هذا الرجل سنداً قوياً لي بعد الله تعالى ينصحني في أمانة ويوجهني في صدق ورفق ويفسح أمامي الطريق ويزيل أي عقبة يمكن أن توقعني في العثرات أو في بئر النسيان .

أذكر أنه في يوم من الأيام ازدادت على ضغوط العمل في الأنباء وازرتها ضغوط أسرية أخرى فتلاقى ما أعانيه في العمل مع ما أمر به من ظروف اجتماعية الأمر الذي دفعني إلى تقديم استقالتي وبعد أيام قلائل على انقطاعي عن العمل إثر تقديم الاستقالة، إذا بهاتفي يون وعلى الجانب الآخر كان النبيل الكريم الاخ نايف الركيبي وبعد.

السلام والتحية قال لي بالحرف الواحد ليش مزعل أختك بيبي ؟ رددت ما عاش اللي يزعلها. قال شللي خلاك تستقيل؟ قلت ظروف خاصة حتمت على اتخاذ هذه الخطوة باقتضاب قال أشوفك الليلة.

وبالفعل التقينا في القهي الإنكليزي بفندق الشيراتون، وقال لي إذا أنت من مرتاح في الانباء، فيمكننا أن نرى لك مكانا أخر أو صحيفة أخرى.
رددت ما دمت مهتماً بأمري إلى هذا الحد، فالأمر إليك لتختار المكان الذي تراه مناسباً لي قاطعني بسرعة إذن فتعال معي الآن وبالفعل أصطحبني معه في سيارته، وأنا معتقد أنه متجه نحو إحدى الصحف أو أي مكان آخر، ولكن حدثت الفاجاة إذ يعم الوجه شطر الأنباء. وهنالك قلت ما على هذا اتفقنا. أجاب الم تقل لي افعل ما تريد ؟ الم تو في الأمر توكيلاً كاملاً رددت على فعلت فقال في ثقة الأنباء بيتك والمدرسة التي تعلمت فيها ألف باء الصحافة وأنا حريص على مصلحتك وفعلاً عدت إلى الأنباء وواصلت الطريق، واستأنفت العمل الذي أحبه وأعشقه في المكان الذي أحبه وأعشقه وكانت السنوات التي أعقبت هذه الحادثة هي أخصب سنوات عمري الصحافي إن حققت خلالها بعض النجاحات وقطعت شوطاً طويلاً في طريق الإدارة والقيادة كان من الممكن أن يفوتني لو لم يكن الأخ نايف الركيبي إلى جانبي ناصحاً لدينا مخلصا و مرشداً وموجها ودليلا فى الصحة والصواب إن ما ذكرت في تلك المطور ليس إلا موقفاً واحداً من المواقف المشهودة الكثيرة التي كان للاستاذ الأخ نايف الركيبي فيها فضل كبير على شخصي التواضع لعل من أبرزها وأكثرها تأثيرا في حياتي أمرا كان هاما بالنسبة لي ولأسرتي ساعدني فيه بكل جهده، ولكن المجال لا يتسع لذكره وبيان تفاصيله كما أنني لن أنسى ذلك الموقف الانساني : ابو عبدالله، عندما علم بانني مغادر الى تایلند مرافقا لابنة أخي التي أصيبت بمرض تطلب علاجها ي بانكوك فهب على الفور لمساعدتي وقال لي انا قصرك شي وانت في تعالى السند والناصر والمزيد والمعين شكراً جزيلاً للاخ الشريف والإنسان الكريم نايف الركيبي الذي كان ولا هناك كلمني ومن المؤكد أن فزعة نايف الركيبي لم تكن محصورة ولا مقصورة على وحدي بل شملت عشرات مثلي كان لهم هذا الرجل بعد الله يزال مثال الأخوة الصادقة ورمز الوفاء المبين.

تعليقات

اكتب تعليقك