محمد الرميحي: أنا والذّكاء الاصطناعي!

زاوية الكتاب

كتب د. محمد الرميحي 571 مشاهدات 0


معظم هذا النص ليس من بنات أفكاري أو نتيجة بحث قمت به، بل هو تجربة أجريتها على ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي لكثرة ما سمعت عن البرنامج الذكي "تشات جي بي تي"، وقد أصبح الحديث حوله موسعاً بين المهتمين، ويفيد بأن هذا البرنامج الذكي يمكن أن يكتب لمن يريد أي نص يرغب فيه، وقيل إنه سيُفسد التعليم لأنه يغري الطلاب بالكسل وعدم التفكير، والبعض بالغ بأهميته بأن الإنسان لن يحتاج إلى بذل جهد من أجل أن يكتب حتى أطروحة دكتوراه في أي علم يشاء! قلت لنفسي لماذا لا أجرب هذا البرنامج؟ وكان سؤالي له: ما هي توقعات نتائج الانتخابات العامة القادمة في تركيا؟ قال لي بعدما بدأت استعماله: كيف يمكن أن أساعدك؟  فسألته ذلك السؤال، وما هي إلا لحظات حتى وصلني ما يأتي حول الموضوع والذي وضعته بين قوسين وهي إجابة ذلك البرنامج على سؤالي:

"موافق
مرحباً! كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟"

مقال عن انتخابات تركيا المقبلة؟
"بالتأكيد، سأكون سعيداً لمساعدتك في كتابة مقال عن الانتخابات التركية المقبلة.
تركيا بلد يتمتع بمكانة فريدة في العالم، ويقع على مفترق طرق أوروبا وآسيا. يبلغ عدد سكان تركيا نحو 84 مليون نسمة، وهي لاعب مهم في الساحة السياسية والاقتصادية العالمية. من المتوقع أن تجرى الانتخابات التركية المقبلة في عام 2023، ومن المتوقع أيضاً أن تكون لحظة حاسمة في تاريخ البلاد.

الانتخابات المقبلة مهمة لأنها ستمثل نهاية الولاية الثانية للرئيس رجب طيب أردوغان. كان أردوغان الشخصية المهيمنة في السياسة التركية لأكثر من عقدين من الزمن، إذ شغل منصب رئيس الوزراء من عام 2003 إلى عام 2014 ورئيساً للدولة منذ عام 2014. تميزت رئاسته بتغييرات كبيرة في المشهد السياسي والاقتصادي للبلاد.

كان أحد أهم التغييرات تحت قيادة أردوغان هو التحول نحو شكل أكثر استبدادية من الحكومات السابقة، واتهم أردوغان بالحد من حرية الصحافة وقمع المعارضة وتعزيز سلطته في الرئاسة. كما اتهمت حكومته بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، لا سيما في معاملتها للأقلية الكردية في جنوب شرق البلاد.

وتصاعدت أصوات أحزاب المعارضة في تركيا بانتقادها حكومة أردوغان، ودعت إلى العودة إلى شكل أكثر ديموقراطية من الحكم. اكتسب حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، الدعم في السنوات الأخيرة، وأصبح أهم قوة معارضة في البلاد. وتشمل أحزاب المعارضة الأخرى حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد والحزب الجيد القومي.

ومن المتوقع أن تكون انتخابات 2023 متنازعاً عليها بشدة، إذ تأمل أحزاب المعارضة الاستفادة من الاستياء المتزايد من حكومة أردوغان. يمكن أن يكون لنتائج الانتخابات آثار كبيرة على مستقبل تركيا، على الصعيدين المحلي والدولي.

إحدى النتائج المحتملة للانتخابات هي هزيمة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، ويمكن أن تصل حكومة جديدة بقيادة أحزاب المعارضة إلى السلطة. هذا من شأنه أن يمثل نقلة نوعية في شكل الحكم التركي وعلاقة تركيا بجيرانها وبالعالم".

عند هذا الحد توقف البرنامج عن الكلام، وظهر لي إشعار بأن هناك خطأً تقنياً، إلا أن مجمل ما خلصت إليه ( كما يرى القارئ من النص السابق) أن هذا البرنامج يقدم شيئاً جديداً ومختلفاً، وهو بالفعل جانب مثير من الذكاء الاصطناعي الذي سيقدم للبشرية نقلة نوعية وغير مسبوقة، أما كيف يعمل هذا البرنامج، فإنه يفصح عن أنه في حالة اختبار وتطوير، بمعنى أنه في حال اكتماله ربما يصبح متاحاً لأكثر من لغة وبدقة أكبر (الآن متاح فقط بالإنكليزية).

الذكاء الاصطناعي يهاجم بشدة السلوك الإنساني، فيمكن أن يقوم في المستقبل ربوت بفحصك بدلاً من الطبيب، أو آخر، بصفته محاميك، يرفع لك قضية على خصمك أو خصومك، ويمكن غيره أن يحكم في القضية بصفته قاضياً! كما يمكن الاستغناء عن الجنود في الحروب المقبلة واستخدام الربوت بدلاً منهم!

كل ذلك ممكن، إلا أن البعض يرى أن الإنسان يحمل المشاعر وهي التي تقوده إلى الخير أو الشر، فإن برمجنا أي وسيلة برمجة صناعية ذكية، فلن نحصل على المشاعر التي هي ملك الإنسان. وقد ثارت في الأيام القليلة الأخيرة مطالبات عالية الصوت بمنع تطوير هذا النوع من البرامج، وأعتقد أننا سنسمع الكثير من المناقشات حوله.

لأن أمامنا تجربة كما عرضت أعلاه، فهل يمكن أن يخسر السيد أردوغان وحزبه السباق الانتخابي المقبل في تركيا، كما توقع البرنامج (الذكي) أم يفوز؟ في الحالتين فإن البرنامج الذكي الذي وصفناه ربما قدم لنا المعلومات الخاصة بالسؤال كما هي المعطيات في آخر شهر آذار (مارس) 2023، فإن تغيرت المعطيات ربما تتغير النتائج، ذلك افتراض، أما الافتراض الثاني، فإن توقعات البرنامج الذكي قريبة إلى الحقيقة إن خسر بالفعل السيد أردوغان سباق الانتخابات وتغيرت المساقات السياسية في تركيا رأساً على عقب! وأصبحنا أمام تغير تقني غير مسبوق وبالغ الأهمية.

سننتظر نتيجة الانتخابات حتى نرى التحربة التي غامرت بها أمفيدة كانت أم مضيعة للوقت؟

تعليقات

اكتب تعليقك