حسين الفضلي: بيبي المرزوق .. أخت الرجال

زاوية الكتاب

كتب الآن 506 مشاهدات 0


بيبي خالد يوسف المرزوق .. لا أظن أن صحافياً عمل في الكويت يجهل هذا الاسم أو تغيب عن ذاكرته صورتها ومهنيتها وإنجازاتها عندما تولت رئاسة تحرير صحيفة «الأنباء» الكويتية العريقة، تلك المؤسسة المرموقة التي أسسها وأرسى قواعدها العم خالد يوسف المرزوق طيب الله ثراه قبل نحو 47 سنة. خالد يوسف المرزوق هي أول رئيس تحرير لصحيفة يومية من العنصر النسائي في الكويت وفي الخليج وفي المنطقة العربية كلها، بل هي أشهر رئيسة تحرير في أمة العرب. إذا ذكرت ذكر معها العزم والإصرار والمثابرة والركض وراء النجاح الدائم والتفوق المستمر. من لم ير بيبي المرزوق أو يتعامل معها وجهاً لوجه. لاشك أنه سمع عنها ، أو شاركها نجاحها عبر قراءته صحيفة الأنباء الكويتية في الثمانينيات وفي التسعينيات، وقتما كانت تعج بالمادة الصحافية المتميزة والكتاب الأكفاء والمحررين المجتهدين الذين أفسحت لهم بيبي المرزوق طريق العمل الصحافي المدروس وهيأت أمامهم سبيل الإجادة والإتقان وإبراز المواهب والقدرات بيبي المرزوق لم تكن رئيساً للتحرير، يقبع في مكتبه سويعات ويكتفي بالتوقيع على الصفحات لكنها متعها الله بالصحة والعافية كانت دينامو يضخ الطاقة في كل الأقسام وفي أوساط جميع العاملين معها تراها رائحة غادية في المحليات تارة وفي الخارجيات أخرى وفي الرياضة وفي الفن وفي الصف وفي الإخراج، وفي التدقيق اللغوي، وفي الإنتاج وبين مكائن المطبعة تشجع وتؤازر طوال الوقت وتصحح وتصوب أحياناً ولربما تلوم إذا احتاج الأمر إلى لوم. إنها باختصار كالنحلة دأباً وجداً واجتهاداً. وهي مثلها أيضاً تصنع شهداً وتقطر عسلاً ولربما لا يسلم أي مقصر من قرصة أو لسعة من قرصاتها ولسعاتها إذا حدث إهمال أو ظهر قصور هذا من الناحية المهنية الخالصة التي رأها وشاهدها ولمسها الجميع بدءاً من عامل المطبعة وحارس الأمن وانتهاء بأي مدير التحرير

أما إنسانية بيبي . خالد يوسف المرزوق. فيحدثك عنها، وينبنك بها كل من عمل تحت قيادتها في مؤسسة الأنباء، فهي الأخت الحانية. والقلب الرقيق والنفس المطمئنة التي تمتد يداها بالخير إلى الجميع. تساندهم وقت الحاجة إلى المساندة، وتعاونهم إذا شعرت بأنهم يبحثون عن عون، وتواسي في المحن والشدائد وتجامل في الأفراح والمسرات وتعتبر كل من يعمل معها واحداً من أسرة «الأنباء» وعضواً مؤثراً وفاعلاً من أعضائها المرموقين بغض النظر عن المذهل في. وظيفته وموقعه داخل الصحيفة. شخصية. بيبي أنها بقدر ما فرضت احترامها وتقديرها على الجميع، نجحت في أن تتغلغل في قلوبهم، فأحس كل واحد أنه الأقرب إليها. وذو الحظوة عندها ولديها فأظهروا لها جميعاً التقدير والاحترام. أما على المستوى الشخصي الذي يتعلق بذاتي، فالحديث عن الأستاذة والأخت يطول ويطول ويطول، ولولا أني أعرف أن الكتابة عنها تزعجها إلى حد بعيد، لأسهبت في ذكر مواقفها التي طوقت بها عنقي ومن بينها إصرارها على التكفل بعلاج ابنتي سارة يرحمها الله على نفقتها في بريطانيا، وفي الولايات المتحدة الأميركية، ثم زيارتها لي في بيتي وتقديم واجب العزاء لي ولزوجتي (أم علي) بعد أن استرد الله وديعته، واختار سارة إلى جواره. وليس هذا هو الموقف الوحيد من الأستاذة بيبي المرزوق بل سبقته مواقف، ولحقته مواقف بعضها خير من بعض. وللأمانة والإنصاف، لم اكن الوحيد الذي وقفت الأستاذة والأخت إلى جواره، بل كنت واحدا ممن شملتهم بالرعاية، وحفتهم بالعناية، لا يدفعها إلى ذلك سوى إنسانية ورثتها من أبيها العم خالد يوسف المرزوق طيب الله ثراه. باختصار أقول: إن بيبي خالد المرزوق هي أخت الرجال فليمتعها الله بالصحة والعافية والعمر المديد، وليغفر لمن علمها ورباها ونشأها على أن الإنسانية فوق المكانة، وأن النبل قبل الوظيفة مهما كانت عالية الشأن، سامقة القدر والقيمة في عيون الناس.

تعليقات

اكتب تعليقك