"غولدمان ساكس": الطلب على النفط سيبلغ مستويات قياسية.. والأسعار قد تتجاوز 100 دولار

الاقتصاد الآن

269 مشاهدات 0


بعدما اجتاحت عمليات الإغلاق المتعلقة بجائحة كورونا العالم في 2020، قال الرئيس التنفيذي لشركة «BP Plc»، برنارد لوني إن الطلب على النفط قد لا يعود أبدا إلى ذروته قبل الوباء، لكن في الآونة الأخيرة، قام لوني بتغيير وجهة نظره».

فبعد الإعلان عن خطط طموحة لخفض الانبعاثات، تقوم شركة بريتيش بتروليوم «BP»، أحد أكبر منتجي النفط بالعالم، بضخ المزيد من الاستثمارات في إنتاج النفط، في الوقت الذي يتجه استهلاك النفط لمستوى قياسي هذا العام، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

ويتزامن ذلك مع تباطؤ العرض - الذي تضرر من الغزو الروسي لأوكرانيا، وتباطؤ نمو النفط الصخري في الولايات المتحدة، والاستثمار الباهت في الإنتاج، ومؤخرا باتت الرهانات كبيرة على الصين، في إحداث أزمة في الطلب على النفط، إذ إنها ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم، خاصة بعد إسقاط قيود «كوفيد».

وعلى خلفية شح العرض، فإن زيادة الطلب جعلت جميع مراقبي السوق، بما فيهم «غولدمان ساكس»، ومجموعة «فيتول» التجارية يتوقعون عودة أسعار النفط صوب مستوى 100 دولار للبرميل في وقت لاحق من هذا العام.

وتظهر الأزمة الوشيكة أنه حتى مع احتضان العالم لمصادر طاقة أنظف، فإن التعطش للنفط يصعب التخلص منه. كما أنه يعقد جهود البنوك المركزية لترويض التضخم.

وفي أعقاب عكس الصين المفاجئ لسياسة «صفر كوفيد» - التي تتطلب الإغلاق الجماعي والحجر الصحي على السفر والاختبار والتعقب - ينعش الاقتصاد الصيني الطلب على النفط مجددا.

كما سجل قطاع التصنيع أكبر تحسن له منذ أكثر من عقد الشهر الماضي، وصاحبه نشاط في قطاع الخدمات الآخذ في الارتفاع مع استقرار سوق الإسكان، وفقا لما ذكرته «بلومبرغ»، واطلعت عليه «العربية.نت».

ويعني إعادة الافتتاح أن استهلاك النفط الصيني سيصل إلى مستوى قياسي هذا العام. إذ تشير التوقعات إلى أن الطلب اليومي سيصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 16 مليون برميل يوميا بعد التعاقدات في عام 2022، وفقا لمتوسط تقديرات 11 مستشارا يركزون على الصين استطلعت «بلومبيرغ نيوز» آراءهم في وقت سابق من هذا العام.

ومن المقرر أن يرتفع استهلاك النفط في الهند ودول أخرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مع إعادة فتح الحدود، مما يساعد على دفع الطلب العالمي إلى مستوى قياسي يقدر بنحو 101.9 مليون برميل يوميا هذا العام وربما يغرق السوق في عجز بحلول النصف الثاني، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

ويتزامن ذلك، مع تعافي الطيران مما يعزز استخدام وقود الطائرات، فضلا عن انتعاش الطلب على النفط الخام في الولايات المتحدة وأوروبا.

وعلى الرغم من أن صادرات النفط الروسية عن طريق البحر ظلت صامدة الشهر الماضي، فإن مراقبي السوق يبحثون عن علامات الاضطراب بعد أن حظر الاتحاد الأوروبي وأغلبية دول مجموعة الدول السبع الواردات المنقولة بحرا من النفط والوقود في أعقاب غزو أوكرانيا.

وتتعرض شحنات روسيا للتهديد حيث تواجه الهند، أكبر مشتر، ضغوطا متزايدة من المصرفيين لإظهار أن شحناتها تلتزم بسقف 60 دولارا للبرميل الذي فرضته مجموعة السبع.

وفي غضون ذلك، لا تتزحزح «أوپيك» عن أهداف الإنتاج التي حددتها في أكتوبر. وقال وزير الطاقة السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن الأهداف ستبقى دون تغيير لبقية العام.

وفي الولايات المتحدة فإن التحركات لا تشير إلى عمليات إنقاذ واضحة لزيادة المعروض، إذ ينمو الناتج من أحواض النفط الصخري بوتيرة أبطأ مع نفاد المنتجين من المناطق الرئيسية للحفر.

وانخفض الإنتاج الأميركي في بداية الوباء ولايزال أقل بنحو 800 ألف برميل يوميا من الرقم القياسي السابق عند 13.1 مليون الذي تم الوصول إليه في أوائل عام 2020. وهذا العام، من المرجح أن ينمو الإنتاج بنحو 560 ألف برميل يوميا، وفقا لشركة الأبحاث «Enverus».

ويأتي التباطؤ في الوقت الذي تضخ فيه شركات «إكسون موبيل»، و«شيفرون»، وأقرانهما المزيد من النفط من «حوض بيرميان» في غرب تكساس ونيو مكسيكو.

وصرح الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، مايك ويرث، بأن الطاقة الإنتاجية الاحتياطية العالمية شحيحة وأن نمو المعروض من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة من غير المرجح أن يعوض النقص إذا ارتفع الطلب في وقت لاحق من هذا العام، مما يجعل أوپيك المنتج البديل العالمي الوحيد.

وقال ويرث: «مع دخولنا النصف الثاني من هذا العام، تبدأ مخاطر الاتجاه الصعودي في التراكم».

تعليقات

اكتب تعليقك