عبدالعزيز التركي: ‫أيتها الاستثناء.. أنتِ الفّي في لظى الأيام‬

علمني حبك سيدتي أجمل عاداتي

علمني أسهر وحيدًا وأكتب كلماتي

علمني .. كيف يكون العمر بلا عيناكِ

علمني .. كيف هي الحياة بلا لظى شفتاكِ

لست شاعرًا هائمًا في كل هائمة، ولا بكاتب يسترزق من كلماته، لست بسياسيًا أدغدغ مشاعر العامة، ولا شيخ دين يتأول على غير تأويله، لست إلا شخصًا يكتب من عمق معاناته، لتستريح وناته، وليفظ حسراتهُ !



علمتني سيدتي، أن الفراق جرح في القلب، وألم وغصّة، وهمًا وغم، وظلام حالك، وليلًا سرمدي، وشفق لا يتبعه غسق !

علمتني سيدتي، أن الحياة تحتاج إلى قوة بأس، وضراوة صبر، وثابتًا كالرَّاسيات، وتجلدًا عند النائبات.

علمتني سيدتي، أن الحزن لا يدوم، والقهر مع الصبر يزول، والليل الطويل ينجلي ويتبعه الشروق، والهم مهما طال فأن عاقبته السرور.


فمالي أرى عينيكِ يملؤها الكدر ؟ والهم قدر زار الحنايا وأستقر ؟ هون عليكِ فإن همكِ زائل، لا حزن في هذه الحياة قد استمر.

فهل تعلمين أيتها الإستثناء، أنكِ أقوى وأذكى وأرقى النساء ؟ وأنك أحلى وأسمى وأندى وأشهى، وأنكِ عظمى، وأنكِ أولى وكلُّ نساءِ الأرض وراء ؟ وأنكِ الفّي في لظى الأيام ؟ وأنكِ السماء والغيم والمطر، والنجوم والأجرام والقمر، فيا كل شيء تعال إليّ، فلستُ بخير بدون وصال، ولستُ بخير بدونكِ أنتِ.

فإِن تسألني كيف أنتَ فإِنني
صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ
حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة
فيشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ
اصبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ
وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ
وللميمنِ في حالاتِنا نظرٌ
وفوقَ تقديرِنا للهِ تقديرُ

* الإمام علي - رضي الله عنه

إلى من فقد عزيزًا، ورزق بمولودًا ..