د. فيصل الشريفي: لمن يريد أن يعرف قيمة أعياد الكويت الوطنية

زاوية الكتاب

كتب د. فيصل الشريفي 853 مشاهدات 0


احتفل الكويتيون بذكرى استقلالهم عن المملكة المتحدة بتاريخ 19 يونيو 1961م من عام 1962 - 1964م إلى أن صدر مرسوم أميري جرى بموجبه دمج عيد الاستقلال مع عيد جلوس «أبو الدستور» المغفور له سمو الشيخ عبدالله السالم الصباح، فكانت بداية تنظيم الاحتفالات الوطنية في 25 فبراير من العام 1965م.

شاءت الأقدار أن يكون تاريخ 26 فبراير 1991م موعداً آخر لأفراح أبناء الكويت، وهو يوم تحريرها من الغزو العراقي ويوم اللقاء والعناق مع تراب الوطن الغالي.

قد نتقاسم الفرحة مع معظم دول العالم في أعياد الاستقلال، لكن فرحة التحرير لا تضاهيها فرحة، كتبت على صفحات التاريخ، وسطر أبناؤها أعظم وأسمى معاني التضحيات والحب والوفاء لشعب لم يفرط بحفنة من تراب وطنه، وتمسك بكلتا يديه بالشرعية المتمثلة بأسرة الحكم آل الصباح الكرام.

الحب لا يمكن أن يكون من طرف واحد عند الحديث عن الكويت، فذاك أميرها المغفور له سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، الذي بكى وأبكى العالم معه في كلمته التي صدح بها على منبر الأمم المتحدة ليقوم له رؤساء وملوك وقادة العالم احتراماً وتقديراً وتعظيماً له.

من لا يعرف علاقة الشعب الكويتي بحكامه فعليه أن ينظر إلى جذورها المترسخة منذ تولي أسرة الخير إمارة الحكم، وإلى الشهيد مبارك النوت الذي رفض إنزال صورة الراحل الشيخ جابر عن سقف جمعية العارضية، وإلى كلمة بابا «التي يتداولها أطفالها جيلاً بعد جيل بعد جيل مع كل أمرائها، وإلى الشيخ صباح الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، أول الواصلين لمسجد الإمام الصادق بعد تعرضه لتفجير إرهابي غير مكترث بالخطر وهو يواسي أبناءئه بكلمته المشهورة «هذولا عيالي».

هذه العلاقة المتميزة التي تجمع الحاكم بالمحكوم هي ما يميز الكويت عن غيرها من الدول، وستبقى حاضرة، إن شاء الله، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

هذه الفقرة لمن يشاهد الكويت من الخارج، ويتصور أن الخلافات السياسية التي تحدث بين الحكومة والمجلس تسير بالكويت إلى نفق مظلم، نقول له: لا تستعجل في الحكم يا أخي، نطمئنك أن احترام وطاعة الكويتيين لسمو الأمير وسمو ولي العهد ثابتة ومتأصلة في وجدان الشعب، وأن النقد لأداء الحكومة والبرلمان من أجل الكويت، وهو نتاج طبيعي لما أنعم الله علينا من نعمة حرية التعبير.

اليوم وأنا أكتب سطور هذا المقال أشعر بسعادة هذه المناسبة الغالية على أهل الكويت، لذلك لن أتطرق إلى أي شيء يمكن أن يعكر فرحة هذه الأيام، ليقيني أن الكويت ستنهض مرةً أخرى، وستعود للصدارة درة للخليج رغم أنوف الفاسدين.

في الختام والكويت تحتفل بعيدي الاستقلال والتحرير أزف أجمل التهاني والتبريكات إلى أمير التسامح سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح، وولي عهده الأمين مشعل الحزم سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح، وإلى الشعب الكويتي الوفي.

ودمتم سالمين.

تعليقات

اكتب تعليقك