د.تركي العازمي: التمعن في نعمة الإخاء...!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 492 مشاهدات 0


تحرّك الشعوب المسلمة عند حدوث الزلازل والكوارث الطبيعية في دولة مسلمة إنما هو مؤشر إيجابي يذكّرنا بنعمة الإخاء في الإسلام.

فالإخاءُ في المجتمع المُؤمن من أعظم النعم، يقول تعالى: «واذكروا نعمةَ اللهِ عليكم إذْ كنتم أعداءً فألّف بين قُلوبكم فأصبحتم بنعمتهِ إخواناً»، و«إنّما المؤمنون إخوة»!

ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه)، وهذا واجب التنبيه إليه بعد متابعة إفرازات الأنفس السيئة ولنا هنا استغراب مستحق وهو: كيف يحب أحدنا أن يفتقر وأن يمرض وأن يضرب وأن يُسجن أخوه؟

ما نتابعه من الشحناء والبغضاء والخصومات له دليل على ضعف الإيمان ومؤشر لداء الحسد في القلوب.

رحلة الحياة قصيرة جداً ولو تعود بالذاكرة لمراحل عمرك لوجدتها قد مضت سريعة وكأنها ليلة البارحة، ولهذا السبب ذكرت في المقال السابق أنك مهما بلغت من الثراء ووصلت لأعلى المناصب فإنك محاسب على كل فعل أو قول نتج عنك... أسأل الله المغفرة لنا ولكم.

الزلازل والكوارث التي تحل ببلدان من حولنا فيها العِبر الكثيرة للشعوب المُؤمنة، وزلزال سورية وتركيا سبقته زلازل كثيرة وقعت في بلدان عربية تجاوز قتلاها عشرات الآلاف لكننا مع بالغ الأسى لا نتعظ وذاكرتنا ضعيفة.

أشغلونا على المستوى المحلي بالصراعات وضرب في هذا وطعن في ذاك وحسد وتجسس لأجل مصالح دنيوية لن تنفع أغلبها الكثير من أحبتنا حينما يوضع في حفرة القبر!

كم أتمنى من الجميع وأنا أولكم، أن نفهم إن ما يقع لنا إنما هو مقدر ومكتوب ورزقك كذلك مكتوب فعلام كل هذه الزوبعة والمشاكل التي نعاني منها بسبب فعل الشيطان؟

وإن ما يحصل إنما هو تقدير رب عزيز كريم لطيف... ونحتاج إلى حمد الله على النعم ومراجعة سلوكياتنا الخاطئة لنصفي القلوب من الشوائب ونحسن من مستوى الإيمان لدينا.

وكم أتمنى أن يدرك المسؤولون أن التعليم الجيد أساس بناء الأوطان... وأن صناعة الأوطان بحاجة لخلق جيل جديد من المسؤولين والمستشارين فهناك فرق كبير بين تشييد المباني وبين إعداد القياديين لتولي مهمة إشغال المباني وفق أفضل المعايير.

وكم أتمنى أن نعرف ما هو مصيرنا نحن الضعفاء... وعلينا الاستعانة بالله والتوكل عليه في كل أمر عبر نافذة الآية الكريمة التي استشهدنا بها «إنّما المؤمنون إخوة»!

الزبدة:

ادعوا ربّكم واستغفروه وعودوا إلى رشدكم وأنتم ترون الكوارث تحل بأوطان من حولنا وتصدّقوا فإن «صنائع المعروف تقي مصارع السوء».

واسألوا ربّكم البركة في المال والرزق والولد والأهل ولا تنجرفوا وراء الإشاعات، ولا تكونوا طرَفاً في الخصومات التي دمّرت كل شيء من حولنا وأفقدتنا أبجديات الرخاء المعيشي.

اللهمّ هب لولاة الأمر البِطانة الصالحة.... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك