مخلد الشمري يكتب أننا نعيش فوضى وليس دمقراطية، وعبث وليس حراك سياسي

مخلد الشمري يظن ويعتقد كثير من نواب مجلس الأمة أن دولتنا في مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة والراقية جدا جدا جدا في كل شيء، وانها من تلك الدول التي يستقيل فيها الوزراء والمسؤولون وقبلهم النواب أو يختفون من الحياة السياسية أو «ينتحرون» ببقر بطونهم على الطريقة اليابانية، لمجرد اتهامهم بفساد أو بشبه فساد. لذلك فإني أسخر وأضحك وأكركر طويلا من الضحك على تلك الدعوات السخيفة التي يطلقها ويصدح بها كثيرا بعض النواب ويكتبها بعض الكتاب، مطالبين فيها باستقالة الوزراء، بما يدعونه تحملا بشجاعة أدبية للمسؤولية السياسية عن اخطاء او فساد او مشاكل أو فوضى رغم ان كل وزارات ومؤسسات وشركات ومرافق البلد الحكومية وشبه الحكومية - تقريبا - ما كانت لتعاني من هذا الفساد وهذه الأخطاء وهذه المشاكل والفوضى، لولا تدخل النواب المستمر والمستهتر منذ عقود في عملها، ولولا «دعس» أنوفهم يوميا بكل شؤونها، وقبل كل ذلك لولا تهديدهم وارهابهم وابتزازهم الرخيص الذي لا ينتهي للوزراء وللمسؤولين ليخضعوا لهم وليوافقوا وليمرروا واسطاتهم، غير القانونية وغير الشرعية والتي خربت ومسحت وهدمت كل ما هو جميل في البلد. وحتى لو افترضنا وهما اننا في مصاف تــــلك الدول المتقدمة والمتحضرة والراقية، واستقال كل الوزراء والمسؤولين تحملا للمسؤولية المعنوية والسيـــاسيــــة فــــإن استقالاتهم في نظر كل مواطن محب لهذا الوطن لن تصلح أو تساهم ولو قليلا بإصـــــلاح هــــذا الفساد الكبير وهذه الأخطـــاء العظيمة وهذه الفوضى العارمة المحزنــــة التي ساهم بنسبة كبيرة في إيجادهــــا وتــرسيخها في وطننا ومجتمعنا كثير مــــن هؤلاء النواب. وبهذه المناسبة الأليمة أنصح كل شخص «عاقل» بألا يعجب نهائيا بفوضتنا المغلفة بالديموقراطية أو يندهش لها، فما تشهده ساحتنا المحلية هو عبث اجتماعي وسياسي وليس حراكا سياسيا او اجتماعيا. «فمتى» تتشجعون بتحمل مسؤولياتكم الأدبية وغير الأدبية، بعد أن فقدت الأغلبية الساحقة من أفراد المجتمع الأمل فيكم بتحمل مسؤولياتـكـم النيابية الحقيقــيـــة والصحيحة والتـي انتخبكم مــــن أجلها الــناخبون، يا مـــن أدمنتم وهويتم وعشقتم اللعب والتمثيل على أنفسكم وعلى ناخبيكم وعلى كل الناس.