بعض الملاحدة أصحاب خلق وذوق ومعاملة كريمة ومشاعر إنسانية نبيلة يبنون دور الأيتام وينفقون كثيرا في وجوه الخير والتنمية (محمد العوضي)
زاوية الكتابكتب سبتمبر 1, 2007, 10:46 ص 530 مشاهدات 0
خواطر قلم / الملحد الفاضل ... والملحد المأفون!
قد يعترض بعض الغيورين على عنوان المقال ويتساءلون هل يوجد ملحد فاضل، أليس الالحاد
بحد ذاته منقصة قضى عليها العلم في آخر أبحاثه؟! وهؤلاء الغيورون يخلطون بين
الاختلاف العقدي والفكري والاعتراف لما للمخالفين من فضائل ومروءات وأخلاق وسجايا
كريمة... نعم في الملاحدة من هم أصحاب خلق وذوق ومعاملة كريمة بل ومشاعر إنسانية
نبيلة. في الملاحدة من يبني داراً للأيتام وينفق الآلاف المؤلفة في وجوه الخير
والتنمية. أرجوكم فلنعترف بما للمخالفين من حقوق وقيم وما عليهم من أمور فلنعترف
أنها أخطاء ومعايب وهذا هو الانصاف الذي علمنا الإسلام إياه... خذ هذا المثل العملي
على التفريق بين الأمرين أقصد المخالفة والنقد من جهة والاعتراف بالفضل من جهة
اخرى. يعتبر الإمام ابن تيمية المتوفى (728 هـ) من أشهر نقاد المذاهب والفرق
والفلسفات في القرن الثامن الهجري ان لم يكن هو الأشهر على الاطلاق، اقرأ معي هذا
النص من كلامه الذي ذكرته مرة في مقال قديم بعنوان «فضلاء الشيعة» يقول ابن تيمية
في كتابه «درء تعارض العقل والنقل» الجزء الأول صفحة 161 السطر الأول: «وكان ابن
أبي الحديد البغدادي من فضلاء الشيعة المعتزلة المتفلسفة».
اعتزال وتشيع وفلسفة ثلاث مخالفات لعقيدة ابن تيمية السني السلفي والتي شحن كتبه
بنقضها، لم يمنعه ذلك من وصفه لابن أبي الحديد بالفضل والاعتراف له بما تميز به،
ويأتي تلامذة ابن تيمية من ذات المدرسة السلفية السنية، كمؤرخ الإسلام الإمام
الذهبي ويثني عليه بالفضل في كتابه «سير أعلام النبلاء» جـ 23 ص 275 وكذا فعل
تلميذه الثاني المؤرخ والمفسر ابن كثير في «كتابه البداية والنهاية» جـ 13 ص 199...
وابن أبي الحديد هو شارح «نهج البلاغة» وشاعر له وزنه الثقافي.
انني سجلت حلقتين تلفزيونيتين لرمضان المقبل بعنوان: «الطائفية محرقة الجميع» ودعوت
إلى أن يقترب العقلاء من كل طائفة من الطائفة الاخرى ليؤسسوا موقفاً مضاداً
للمجانين اذ في كل مذهب وانتماء مجانين وان كانوا قلة لكن لهم فرقعات صوتية يثيرون
بها الفتن لما هو كامن في نفوس المجتمع... ونحن في هذه السلسلة سنقوم بمناقشة حجج
الملاحدة الفضلاء أو العقلاء ولعل خير ما فعله لي الشاب ثامر المؤمن حالياً الملحد
سابقاً أنه أعادني إلى ما قبل غزو العراق للكويت يوم كنت في مرحلة الماجستير التي
كان موضوعها عن الالحاد... سيكون المقال المقبل موجزا عاصفا، وبعدها ندلي برأينا في
أمهات مسائل الالحاد تحت عنوان «هدم أصنام الملاحدة»، أما الملحد المأفون فلن نلتفت
اليه لأنه كما قال عنه أديب العربية مصطفى صادق الرافعي في كتابه «كلمة وكليمة»:
«أصوب الصواب عند المأفون غلطة تجلب له الشهرة»!
الراي
تعليقات