علي جمعة الكعود: كثيرٌ قليلـُـكِ
فن وثقافةيناير 25, 2023, 3:57 م 789 مشاهدات 0
"ترمّمُ عيناكِ روحي
ويكسو هواكِ
جدارَ فؤاديْ"
لغة العيون بحنانها المنهمر ترتب ما تبعثر من أبجديات الروح، ليشتد جدار القلب بما اكتسى من عمق الهوى-الحب.
الشاعر السوري القدير علي جمعة الكعود يعود إلى متابعي "فن وثقافة" بهذا النص الشعري الراقي بصوره التعبيرية ودلالاته الوجدانية المضمخة بنوارس البوح الشفيف:
كثيرٌ قليلُكِ
حينَ تمرّينَ
بالقربِ من سوْر قلبي
وتقطفُ
كفُّكِ وردةَ شوقٍ
وتوْدِعُها
في أصيص اللقاءْ
وحينَ تفاجئُـني
شفتاكِ
ببسمةِ شكٍّ
أحلّلُـها
قبلَ نومي
فأكتشفُ السحرَ
يغمرُني
بخيوطِ ضياءْ
وحينَ
ترمّمُ عيناكِ روحي
ويكسو هواكِ
جدارَ فؤاديْ
وحينَ
يلامسُ خدّيْ
حفيفـُـكِ
يحْملُني عبَقاً
للتلاقحِ بين الورودِ
يقطّـرُنيْ
بعدها في إناءْ
كثيرٌ قليلـُـكِ
حينَ
تطـُـلّينَ في حُلـُميْ
فيعـود الهدوءُ
إلى غفوتيْ
ويعمّ الصفاءْ
وحينَ تدُسّـينَ
بعضَ السعادة
في جيبِ حزنيْ
وتعترفينَ
بأنّـي بريءٌ
ولو غازلَـتْنيْ
جميعُ النساءْ
وحينَ تحطُّ طيورُكِ
فوقَ شواطئ روحيْ
وتُلهمُني الشِـعـرَ
كلّ مساءْ
كثيرٌ قليلـُـكِ
حينَ تُرينيْ
بأنّ المسافةَ
مابين قلبينِ
همسةُ عشْقٍ وبعضُ غناءْ
وأنّ المدى
قِبْلةُ العاشقين
وأنّ القصائدَ
مكتوبة ٌ
بدم الشعراءْ
وحينَ ألوذُ
بصمتيْ
وتبتدعينَ طقوساً
فأضحكُ
بالرغمِ من حاجتيْ
للبكاءْ
تعليقات