من يحمي الأسرة الحاكمة من فساد الأسرة؟
محليات وبرلمانالعتيبي: صراعات الأسرة جزء من الفساد وتكريسه وانتشاره
أغسطس 30, 2009, منتصف الليل 4836 مشاهدات 0
من يحمي الأسرة... من فساد الأسرة
اعتبرت 'الوثيقة الوطنية لمكافحة الفساد في الكويت'، التي عمل عليها الناشطان السياسيان محمد عبدالقادر الجاسم، وفهد الراشد، وقدماها في الندوة الخاصة التي عقدت لهذا الغرض ليلة أمس في جمعية المحامين، أن الفساد 'يتجلي في سوء استخدام السلطة والنفوذ؛ والمحسوبية؛ والواسطة؛ والمحاباة؛ والرشوة؛ واختلاس الأموال العامة؛ والتربح منها؛ والحصول على امتيازات ومنافع خاصة بطرق غير مشروعة'.
وفقا لتجليات الفساد المذكورة، فإنها تنطبق تماما على بعض أفراد الأسرة الحاكمة في الكويت، ولهذا قدمت ملاحظة الى عريف الندوة الأستاذ أحمد الديين لم تتسن له قراءتها، حول أن الوثيقة أغفلت أحد أهم الأسباب الرئيسة في تفشي الفساد في الكويت، وهو 'فساد الأسرة'، وبالطبع بعض أفراد أسرة الصباح الكريمة، وحتما ليس جميعهم.
لا حاجة الى تعداد جميع مظاهر الفساد التي يتبناها بعض أفراد الأسرة، لأنها تشكل قائمة طويلة...ويمكن الإشارة الى بعض التجليات الكبيرة والمؤثرة، ويعرفها الكويتيون جميعا، في القطاعات السياسية والإقتصادية والإدارية والإجتماعية، كالتدخل في الانتخابات، عبر صناديق خاصة لدعم بعض المرشحين في انتخابات مجلس الأمة، وانتخابات الجمعيات المهنية والتعاونية والرياضية ومنظمات المجتمع المدني.
أيضا الصراعات الدائرة بين أفراد الأسرة (أشارت إليها الوثيقة) للفوز بمواطئ قدم سياسية، ومناصب في الدولة، والإستحواذ على تكتلات نيابية لإستخدامها في تخريب العملية السياسية، على حساب مصالح المجتمع والدولة، وتشكيل ميليشيات إعلامية لمحاربة الخصوم، وكل من يقف في طريق طموحاتهم للإستيلاء على النفوذ والسلطة والمال بأي ثمن.
لعل حجم 'فساد الأسرة'، ودوره الكبير في 'خراب' الدولة، يقنع بعض الذين يرون أن من الأفضل 'عدم التدخل في خلافات الأسرة'، وهو قول يجانب الصواب تماما، لأن حضور الأسرة في السياسة الكويتية ليس شكليا، بل جوهريا وفاعلا في إدارة البلد، وبالتالي تأثيره متعاظم وخطير، وهو ما انعكس على الفشل الكبير في بنية الدولة الأساسية.
والحال أن إنقاذ البلد لن يكون سهلا، بسبب التخريب والدمار الكبيرين، خصوصا في تأثيرهما على الذهنية الكويتية، التي تدجنت بصورة خطيرة، بفعل الترويض المستمر، حتى بات الفساد موضوعا 'عاديا'، بفعل انتشاره أفقيا وعموديا، حتى صار له حزب كبير ومتنفذ وموجود في كل المؤسسات والدوائر الحكومية، وبين ثنايا المجتمع، وتفكيكه ينطوي على مخاطر غير قليلة، لأن أعضائه ومريدية سيقاتلون للحفاظ على الوضع القائم.
من الأفضل أن تنتبه الأسرة الى أن الناس بدأت تعيد النظر في مقولة 'لا بديل لنا عن أسرة الصباح' أو 'نحن لن نرضى سواهم'...وزادت صيحات الإستهجان والتذمر، وهي لا تزال في طور العتاب والأسف والأسى، والخوف أن وصلت الى حد العداء والقطيعة، فيمسى أصلاح الود أصعب وأكثر كلفة، فحتى الحب يحتاج الى رعاية دائمة كي يستمر.
وكما أشار معظم المشاركين أمس، في ملاحظات عبرت عن قلق شديد، لن تنجح أي مواجهة ما لم يتدخل كبار أسرة الصباح وحكماؤها، وفي مقدمهم سمو الأمير، لكبح جماح بعض أفرادها، كي يكونوا قدوة للآخرين، سيما وأن الفساد لايطال المواطنين وحدهم، وسيرتد على الجميع، والأكيد أن هذه الأسرة الصغيرة، لا يمكن أن تعيش بمعزل عن الأسرة الكبيرة...الكويت، وإلا فلن تدوم.
عبدالله العتيبي
تعليقات