حسن العيسى: ليس من شأنك يا جناب الوزير

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 699 مشاهدات 0


اجلس يا معالي الوزير، أنت تحديداً يا وزير الداخلية، في ديوانك الخاص، وادعُ مَن تريد من نواب وثيقة القيم ودعاة الملل والغثّ، واستمع لهم وتفاعل معهم كما تشاء في طلي البلد بلون الحزن والكآبة، لكن ابتعد عن خلق الله، ولا تفرض آراء هؤلاء النواب علينا، فهذا ليس شغلك وليس من مهام الأمن في الدولة، ولا من اختصاص سلطة التنفيذ أن تعتدي على حريات الناس وتسحقها حتى تنال بركات جماعات التَّزمُّت وكراهية المرأة، وتتجنب «سينهم وجيمهم» في هذا المجلس.

ليس من شأنك ولا من شأن هذه الحكومة التي أنت النائب الأول لرئيسها أن تجامل هؤلاء النواب على حسابنا! مَن نحن ومَن نكون؟ ربما نكون القلّة المنسية والجماعة التي لم تعتبروا لها أي مقام في سياسات سلطتكم المبجلة السائرة تحت ظلال المجاملات والمزايدات والتماهي مع نواب وثيقة القمع الاجتماعي، فلسنا من النافذين، ولسنا الذين قفزنا على غيرنا وفرضنا قناعاتنا الخاصة وفهمنا لحرياتنا على نواب القهر والقمع حين حشروا أنفسهم في خصوصيات البشر وحرياتهم.

ما شأنك يا حضرة الوزير إذا أراد البشر القيام بماراثون رياضي مختلط في عالم منفتح إلا عندك وفي ديرتك المنغلقة والمنطوية على نفسها دون دول الخليج من ألفها إلى يائها؟

نحن لا ننظر للمرأة على أنها أداة تناسل وإشباع رغبات، وبالتالي لا نحسب أن أي التقاء لها مع أخيها الرجل يعدّ معصية وحراماً، كما تتوهمون في ثقافتكم الغارقة بالهوس الاجتماعي ووسواس الحرام والممنوع، نرى في المرأة إنسانة كاملة الحرية لها كامل الحقوق، وحين تشارك الرجل في عمله أو مكان الدراسة (وهذه من محرّمات دولتكم) أو في الرياضة (حتى هذه صارت من محرّمات دولتكم)، فهي وشأنها وتمارس حريتها الحقيقية وليس بالصورة الشكلية، كأن تسمحوا لها بالعمل العام، فماذا تريد معاليك وماذا يريد حزب العتمة الذي تسايره؟

كفاية يا جناب الوزير وكفاية يا حكومة، الدولة أضحت ملتفّة بالسواد والملل والقهر بسببكم وبسبب سوء إدارتكم، مللنا منكم ويئسنا تماماً من حالنا معكم.

تعليقات

اكتب تعليقك