أربعة أسباب قد تنهي المشروع

عربي و دولي

هل تكون بداية النهاية للمشروع النووي الإيراني؟

933 مشاهدات 0



        منذ عام 1979م والأوضاع تتفجر في إيران كلما أوشكت على الانتهاء،فقد قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة28 أغسطس2009م إن جمهورية إيران الإسلامية  قلصت بعض الشيء نطاق عملياتها لإنتاج وقود نووي ولبت مطالب تنفيذ رقابة أكثر فعالية لموقع (نطنز) و (أراك)  لتخصيب اليورانيوم. ولاشك أن تراجع  الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن موقفه الصلب بهذا الشكل وفي هذا الوقت بالذات، يجعل المراقب في حل من القوالب التي طالما اتكأ عليها نجاد في دفاعه عن المشروع وهي  البعد الديني والحضاري للأمة الإيرانية، وبذلك صار تأويل الانفجارات خطوة محسوبة عند معظم المراقبون ، وإن كان ما تم مؤخرا يظل محصورا في أربعة دوافع .
الدافع الأول هو إن إيران أبدت إذعانها لكي تضمن استمرار معارضة روسيا والصين لفرض أي عقوبات موجعة ضدها ،حيث ستجعل حركة إيران الأخيرة كل من الولايات المتحدة وحلفاءها في موقف تفاوضي صعب لإقناع روسيا والصين بالعقوبات .
أما الدافع الثاني فهو الخوف من (حرب البانزين ) حيث ستنجح  الولايات المتحدة في تسويق تشريع  يمنع فيه بنك الصادرات والواردات الأميركي من تقديم قروض للشركات الأجنبية التي تمد إيران بالبنزين. فرغم ان إيران هي رابع أكبر بلد منتج للنفط في العالم لكنها تضطر إلى استيراد 40% من حاجاتها من البنزين للوفاء بالطلب المحلي،ولعل ما أقلق نجاد هو خبر ضبط جمارك دولة الإمارات العربية المتحدة  قبل أسابيع لسفينة من كوريا الشمالية محملة بالأسلحة في طريقها إلى إيران، وفي ذلك مؤشر على وقف سياسة التغاضي التي كانت تنتهجها العديد من الدول في المنطقة حيال الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران، ولعل ما يخيف إيران أكثر هو أن الشركات التي لازالت تبيع الوقود لطهران هي شركات ضعيفة الجناح ولاتسندها دول قوية حريصة على حماية شركاتها، حيث  تشمل  القائمة شركتي فيتول وترافيجورا الأوروبيتين ولوك أويل الروسية وبتروناس الحكومية الماليزية، وشركة ريلاينس الهندية.
أما الدافع الثالث فهو حاجة إيران لصيانة أو إصلاح أجهزة برنامجها النووي،مما خلق لها المناخ التفاوضي الملائم الذي جاء في وقته .
أما الدافع الأقوى- في رأينا- فهو نتائج الانتخابات ثم المظاهرات التي اختزلت المأزق البنيوي للنظام الإيراني الحاكم . فمع الإخفاق الذريع في تسويق شرعيته داخليا ، ولأنه لم يعد باستطاعته أن يقتات على مناوئة الغرب وظهره في الداخل مكشوفا، شعر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالهشاشة الإستراتيجية،وكان عليه القيام بخطوة التنازلات النووية حتى يتفرغ لسحق المعارضة ،ولعل مايشير إلى بداية التسابق غربا الهجوم الذي شنه نجاد في خطبة الجمعة28 اغسطس2009م مطلبا بضرورة محاكمة رموز المعارضة ، وفي الوقت نفسه إظهار السخط المرير على بريطانيا دون بقية الدول الغربية ومن ضمنها (الشيطان الأكبر) القابع في واشنطن . ولأن من المهم في الحياة أن تختم الأشياء بطريقة صحيحة فقد قرر نجاد دفن المشروع النووي بركام رموز المعارضة.

د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك