د.موضي الحمود: معادلة الإبداع.. ومعادلة التراجع

زاوية الكتاب

كتب د. موضي الحمود 970 مشاهدات 0


تسمَّر الجميع أمام شاشات التلفزيون لمتابعة أهم حدث رياضي على مستوى العالم، أقيم بين ظهرانينا وفي بقعة عزيزة من منطقتنا. لقد أبهرت دولة قطر الحبيبة العالم بافتتاح جميل وأوفت بما وعدت به من استضافة مباريات كأس العالم 2022، محققةً بذلك «معادلة إبداع» صعبة جمعت بين إصرار الإرادة السياسية وعزم القرار وكفاءة الإدارة الموكل إليها تنفيذ المهام، حتى اكتمل الحدث بمهارة وإتقان أشاد بهما العالم ووكالات الأنباء العالمية مجتمعة.

استضافت قطر على أرضها، وفي ربوع ملاعبها، ملايين البشر على اختلاف أعراقهم ومللهم ودياناتهم واهتماماتهم، فشكراً قطر.. لقد زرعتِ الفرحة والتفاؤل في منطقتنا العربية التي أعياها الخلاف والاختلاف.. وقبل قطر نجحت الإمارات في استضافة إكسبو 2020، ومثلها السعودية التي شرّعت أبواب التحضر والأمل والتنمية لأبنائها وأبناء المنطقة.

وحدهم سياسيونا في الكويت مازال كثيرون منهم ينبشون في ملفات الماضي ليتحفونا كل يوم «بجديدهم القديم»، فبعد أن أفل نجم وثيقة الحجر على الحريات.. أتى مقترح تعديل المادة 79 من الدستور.. ذلك التعديل الذي يستهدف ضرب ما تبقى من أركان الدولة المدنية، وليفتح الباب واسعاً أمام تعديل مواد الدستور تعديلاً لا يمكن التكهن بمداه وأثره.. فهو يستهدف تنصيب «سلطة رابعة» غير منتخبة ولا حاكمة، بل متشددة بطابعها ومؤدلجة بطبيعتها لإقرار القوانين في الدولة.. وستكون لهذه السلطة وفق المقترح اليد العليا فوق يد سلطة مجلس الأمة والسلطة التنفيذية في إقرار القوانين..؟! فأي منقلب أيها الأعزاء نحن منقلبون، وأي «معادلة للتراجع» أنتم تستهدفون؟

أخيراً سؤال مستحق: هل يدرك من وقَّع على هذا التعديل من نوابنا الأفاضل، سواء من فرط الحماس أو تحت الضغط أو كوسيلة يريد بها الأصوات، بأن فتح باب تعديل دستور الدولة قد يمكّن الهادفين إلى السلطة من طرح تعديل - مثلاً - على مواد الإخلال بمواد المساواة والأمن الاجتماعي «المادتين 8 و29» وغيرهما من مواد كما أفاد المختصون. 

نوابنا الأفاضل إن الدولة لا تُبنى بِحُسن النوايا والانحياز إلى فكر دون آخر أو فئة دون أخرى.. بل هي لبناتٌ مرصوصة في دستور أعده رجال دولة مسلمون وثقات متوافقون مع الحكم والشعب، ومؤمنون بحق الجميع بالعيش في وطن عزيز اسمه الكويت فلنحافظ عليه. 

شكراً أمير التسامح 

في مكرمة أميرية جديدة فتح أمير البلاد- حفظه الله- طاقة التسامح والعفو مجدداً، بمبادرة سامية، أصدرت الحكومة على أثرها مرسوم العفو الخاص عن أبنائه المحكومين بجرائم الرأي.

مرة أخرى نوابنا الأفاضل لكم في أمير البلاد أسوة كريمة بالتسامح وجمع كلمة المواطنين.. شكراً نقولها من القلب لصاحب القلب الكبير.. والله الموفق.

تعليقات

اكتب تعليقك