أحمد بودستور يري أن وقف برنامجي صوتك وصل وحقك ما يضيع انتكاسة للاعلام الكويتي وتضييق للحريات وبداية لسياسة تكميم الافواه
زاوية الكتابكتب أغسطس 29, 2009, منتصف الليل 875 مشاهدات 0
حديث الساعة
أحمد بودستور
صوتك وصل وحقك ما يضيع
الروائي الايرلندي جورج برناردشو له عبارة تقول «الحرية هي المسؤولية ولذلك يخشاها معظم الرجال» والاكيد انه لا توجد هناك حرية مطلقة بلا سقف ولا حدود الا في الخيال. والحرية بدون مسؤولية تتحول الى فوضى واسفاف وتفقد ما فيها من جمال. وحدود المسؤولية تتفاوت من بلد الى بلد ومن مجال الى مجال ونحن في الكويت نتمتع بقدر من الحرية نسأل الله ان يحفظها من الزوال!!
هناك كلام جميل للاديب والكاتب المصري مصطفى المنفلوطي في كتاب النظرات يقول «الحرية شمس يجب ان تشرق في كل نفس فمن عاش محروما منها عاش في ظلمة حالكة يتصل اولها بظلمة الرحم وآخرها بظلمة القبر»، والنفس البشرية بالفطرة تعشق الحرية وتبحث عن اعلى سقف للحرية ولذلك نجد ان وسائل الاعلام من صحف وقنوات فضائية تزيد احيانا من جرعة الحرية لتحقيق اعلى نسبة من المشاهدة والاثارة الاعلامية وهي لا تقصد الاساءة لاحد او التجريح الشخصي ولكن هناك تنافس شريف بين وسائل الاعلام المختلفة لجذب القارئ والمشاهد ومن حق وسائل الاعلام ان تمارس حقها في التعبير من خلال البرامج الحوارية والمسلسلات الاجتماعية بشيء من الجرأة في حدود ما كفله الدستور الكويتي من حرية التعبير وكذلك قانون المطبوعات الذي صوّت عليه مجلس الامة ودخل حيز التنفيذ في عهد الوزير الأسبق انس الرشيد ورغم الثغرات الكثيرة في هذا القانون المتمثلة في التضييق على الحريات من خلال زيادة العقوبات على الصحفيين والاعلاميين ولكن هذا القانون هو الذي فتح الباب امام اصدار المزيد من الصحف التي وصل عددها الى عشرين صحيفة يومية!! وقنوات فضائية بدأت تسبب ازعاجاً وصداعاً للحكومة والمجلس على السواء والمثل يقول «خبز خبزتيه يالرفله اكليه» وعلى السلطتين التنفيذية والتشريعية ان يتسع صدرهما للنقد الهادف الخالي من التجريح الشخصي وعدم التعسف في استخدام السلطة في وقف برامج ومسلسلات كوميدية تتميز بنسبة عالية من المشاهدة مثل «صوتك وصل» والذين يعرض على قناة سكوب وقد تم ايقافه بقرار من وزير الاعلام تحت ضغط وتهديد واضح من بعض النواب في مجلس الامة الذي تعرض لهم البرنامج بشيء من السخرية كونهم شخصيات عامة وايضا مسلسل «حقك ما يضيع» الذي يعرض على قناة «الوطن» وقد ارتأى مجلس ادارة القناة ايقافه بعدما شعر ان هناك عدم ارتياح وانزعاجاً من السلطة القضائية وهو شعور واحساس عال بالمسؤولية وتصرف يدل على الحكمة وعدم التصعيد والمواجهة. وزير الاعلام بالوكالة الذي نكن له كل محبة وتقدير يبدو انه رضخ لتهديد بعض النواب والقرار الذي اتخذه بوقف مسلسل «صوتك وصل» ينطبق عليه المثل القائل «يبي يكحلها عماها» فهو قد اثار الرأي العام ضد الحكومة وكذلك هناك بعض اعضاء المجلس من ينوي تقديم استجوابه له والعشم ان يعيد الوزير النظر في قراره وان يترك القانون يأخذ مجراه ومن يشعر بانه تعرض للاساءة يرفع قضية ضد «قناة سكوب».
ان ما حدث هو انتكاسة للاعلام الكويتي وتضييق للحريات وبداية لسياسة تكميم الافواه والتي للاسف يشارك فيها اعضاء في مجلس الامة الذين يدعون الدفاع عن الدستور وهم ليسوا افضل من رئيس الولايات المتحدة الامريكية الذي هو مادة دسمة لوسائل الاعلام الامريكية ومن اراد ان يكون شخصية عامة عليه ان يتحمل النقد والا فليجس في بيته.
تعليقات