زايد الزيد: قطر .. نجحت قبل أن تبدأ
زاوية الكتابكتب زايد الزيد نوفمبر 14, 2022, 12:26 ص 19525 مشاهدات 0
تحقق الحلم إذاً بإذن الله ، ولم يتبق سوى أيام قليلة على بدء فعاليات كأس العالم 2022 في الحبيبة قطر ، رغم أن الملف الذي تقدمت به قطر كان من أصعب الملفات تاريخياً وفق شهادة المختصين بتاريخ كأس العالم والرياضة بشكل عام، إذ أن بلداً صغيراً مثل قطر، وحديث عهد بالتنمية والازدهار ، هزم بلداناً أوروبية عريقة لها سبق الحضارة بالتقدم والتنمية منذ قرون مثل بريطانيا ، وهو ما أثار جنون معظم الصحافة الغربية التي أقل ما يقال عنها أنها غير محايدة وتمارس الاستعلاء على الآخر المختلف .
بدأت الهجمة الإعلامية على قطر منذ عام 2010 متسترة برداء الخوف على مصلحة كرة القدم والتشكيك في مقدرة قطر وبنيتها التحتية على استضافة بطولة بحجم كأس العالم، كونه بلداً صغير الحجم ، ولكن عندما بدأت الأمور تتكشف وبدأ العالم يُذهل من البنية التحتية الجبارة التي استطاعت قطر بناءها استعداداً لكأس العالم واستضافة فعاليات أخرى مثل كأس آسيا القادم وتحويل الدوحة إلى عاصمة إقليمية مهمة، عبر الشوارع الواسعة، والمدن الجديدة مثل اللؤلؤة ولوسيل، وشبكة المترو المتقنة والأنيقة، والاستعدادات الأمنية واللوجيستية لاستضافة الجماهير من شتى أنحاء العالم، استوعب إعلام النفاق الغربي المتكبر على العرب وعلى بلدان الشرق الأوسط أن معركة التشكيك في إمكانية الاستضافة فشلت.
لجأ الإعلام الغربي بعدها لسلاح حقوق الإنسان ومحاولة ابتزاز قطر فيه وتشويه البطولة قبل أن تبدأ فتحدثوا عن وجود وفيات في عمليات بناء الملاعب، ووضعوا أرقاماً لا يصدقها عاقل ، وكأن عملية البناء تتم بالسخرة كما حدث مع بناء الفراعنة للأهرامات، لكن قطر ردت بقوة وكشفت كل أوراقها ودعت منظمات حقوق الإنسان لزيارة الدوحة بشكل مباشر للوقوف على هذه الاستعدادات، بل ودعت الصحافة المنافقة أيضاً لزيارة الدوحة وفتحت لهم الملاعب ومواقع البناء ومدن العمال ليقوموا بأداء عملهم الصحفي.
نعم قد تحدث حالات وفاة عرضية، أو تحدث عمليات أكل للحقوق من قبل بعض المقاولين، وهو أمر طبيعي يحدث في دول العالم التي تسمى نفسها راعية لحقوق الإنسان قبل غيرها، لكن ما يحسب للجهات المسؤولة في قطر هو تدخلها السريع لوقف أي تعدٍ غير مقصود على حالات حقوق الإنسان.
بل إن قطر وبالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم طرحت برنامجاً لحقوق الإنسان يسجل فيه المتطوعون من شتى أنحاء العالم ليقوموا بتقييم حالة حقوق الإنسان خلال كأس العالم وهي حالة من الشفافية لم تصل لها ذات الدول التي تحاول ابتزاز قطر ، بل لم تصل لها الصحف الغربية المنافقة والتي كشفت أحداث أوكرانيا أيضاً عن نفاقها، إذ أنها أطلقت البكائيات للتضامن مع الشعب الأوكراني ضد الغزو الروسي (وهو يستحق التضامن بلا شك) بينما كانت في الوقت ذاته تبرر العمليات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
المضحك أن العالم بأكمله سكت عندما استضافت البرازيل وروسيا مونديالي ٢٠١٤ و٢٠١٨ على التوالي، فشركات المقاولات الكبرى في البرازيل عندما كانت تستعد للمونديال استعبدت العمال المهمشين القادمين من المدن الفقيرة ومدن الصفيح في البرازيل التي تعد من أبرز دول التفريق الطبقي والتمييز العنصري حتى الآن، وروسيا عندما استضافت المونديال كانت آلتها الحربية تفتك بالشعب السوري الأعزل وكانت تحتل مناطق من الدول المجاورة لها مثل القرم وجورجيا وغيرها، فلماذا يتم الاستنكار على قطر وحدها رغم أنها لم تقم بأي شيء من هذا
لقد كنت في زيارة إلى قطر قبل نحو شهر ، وسرني ما شاهدت من مدى الاستعداد على مستوى البنية التحتية من لحظة الدخول إلى مطار حمد الدولي إلى لحظة عودتي للكويت، فمن اللؤلؤة إلى لوسيل التي تعتبر معجزة معمارية تم بناؤها في وقت قياسي إلى الملاعب الكبيرة ذات الجودة العالية إلى شبكات المترو والمواصلات إلى الشوارع الواسعة العريضة والنظيفة ، استحقت فيها قطر العلامة الكاملة .
أما على مستوى حقوق الإنسان فإن كل مسؤول أو ناشط قطري قابلته أكد لي بالحرف الواحد بأن قطر ليس لديها ما تخفيه وأنها تقول للعالم صراحة بأن أبوابها فُتحت ولا تزال مفتوحة لمنظمات حقوق الإنسان العالمية بكل شفافية ، وأنها أكدت أكثر من مرة أنها تحترم الحقوق الفكرية والتوجهات الأخلاقية لكل الشعوب القادمة، لكنها في الوقت ذاته تدعو الجمهور لاحترام قوانينها وعاداتها وتقاليدها.
بالتوفيق للأخوة في قطر وفالكم الازدهار رغماً عن أنف النفاق الدولي .
تعليقات