كمال الخرس: الواسطات ما تجلب الكاس
زاوية الكتابكتب كمال الخرس أكتوبر 25, 2022, 11:20 م 3238 مشاهدات 0
طالت الإجراءات الإصلاحية جهات مختلفة في البلاد مع العهد الجديد والرياضة في الكويت، لا يمكن أن تكون في موقع أفضل من دون أن تطولها يد الإصلاح.
إذا تم الحديث عن الرياضة بالكويت فيمكن اختصارها بحال رياضة كرة القدم، على مستوى الأندية والبطولات المحلية ثم على مستوى المنتخب الوطني، فهذه الرياضة هي الأكثر شعبية محلياً وعالمياً وهي المعيار الذي يقيس وضع الرياضة في الكويت.
هل يتوقع المسؤولون بالكويت بشكل عام، والمسؤولون في القطاع الرياضي بشكل خاص، أن يجلسوا على مقاعدهم في المقصورة الرئيسية، ويشاهدوا مباريات حماسية فنية عالية المستوى في الدوري الكويتي أو على المستوى الخليجي والإقليمي من دون عملية إصلاح للرياضة ومتابعة لأداء الأندية الرياضية ومتابعة أداء إداراتها؟
الأندية المحلية التي هي القاعدة الرئيسة لبناء الفرد الرياضي، تتقاضى من الدولة مبالغ من المال بالإضافة إلى ما تملكه من إمكانات مادية من مصادر دخل مختلفة يتصرف بعض إداراتها مع النادي الذي تديره وكأنه عزبة خاصة أو تركة موروثة!
كرة القدم تدار في العالم في الدول الغربية المتطورة تكنولوجياً، أو في دول فقيرة في أميركا الجنوبية وفي أفريقيا على أنها رياضة إبداع وفن وتدريب وتأهيل للكوادر البشرية من ناشئين وأشبال وشباب، حتى يتم تدريبهم وصقل مواهبهم لبناء فريق رياضي مؤهل لخوض البطولات على المستويات المختلفة.
لكن للأسف بعض الأندية المحلية في الكويت تتعامل مع كرة القدم بمعايير تختلف عن المؤهلات الفنية والإبداعية، ويتحول القبول والاهتمام بالناشئين والشباب المنتمين للعبة كرة القدم إلى امتيازات للمسؤولين في الأندية واللاعبين السابقين في هذه اللعبة، وتكون أحياناً مرتعاً لأبنائهم وأقربائهم.
فهذا الشاب يتم الاهتمام به رغم أنه لا يملك أي موهبة لأنه ابن الإداري الفلاني بالنادي أو ابن اللاعب الفلاني وكأن مواهب لعب كرة القدم تنتقل بالجينات من الأب إلى الابن، وناشئ أو شاب آخر لا يحظى بالقبول بالنادي أو الاهتمام لأن ليس له قريب ولا صديق هناك!
بعض الإدارات في بعض الأندية تأخذ مكافآت ومناصب على لا شيء، والصراعات الإدارية والطموحات والأطماع الشخصية غالبة على الرغبة في تعديل وضع كرة القدم في البلاد. وضع كرة القدم بعدما كانت الكويت الأولى آسيوياً وتحتل مكاناً مرموقاً عالمياً أصبح في حال يرثى له رغم وجود دماء شبابية وطنية مفعمة بحب هذه الرياضة ومليئة بالحس الفني الرياضي.
لقد كانت الأندية سابقاً تدب فيها الحياة وتبعث روح البطولة والتنافس الرياضي في الشباب، الآن أصبحت فقيرة في أدائها وفي مرافقها وفي إعدادها للكوادر واستعدادها للإنجاز.
لا يمكن أن يكون إصلاح في الأندية دون أن تطوله يد الإصلاح المأمول في العهد الجديد، وأن يتم تسليط أضواء المراقبة على الأندية المحلية بإداراتها وإيجاد حلول جذرية لحالة الخمول التي تعيشها، فالرياضة عنصر مهم في الدولة، والرياضة للجميع، والرياضة ليست حكراً لأحد، وكؤوس البطولات لا تجلبها الواسطات.
تعليقات