د. مبارك العبدالهادي: نهضة ونفضة ومحاسبة
زاوية الكتابكتب مبارك العبدالهادي أكتوبر 20, 2022, 8:57 م 586 مشاهدات 0
بعد سلسلة من التطورات السياسية وما شهدته من أحداث مختلفة خلال الأيام الماضية، لا تزال الأجواء ملبدة ببعض غيوم مطالبات شعبية تنتظر الإقرار للتنفيس عن أبناء الوطن الذين وضعوا الآمال على السلطتين التشريعية والتنفيذية لمعالجة مثالب الأوضاع المتخبطة في السابق عبر صناديق الاقتراع.
فالإصلاح الحكومي يبدأ بتنفيذ برنامج عمل واقعي قابل للتنفيذ في مواعيد زمنية محددة لا تستدعي أي مماطلة من الأجهزة الحكومية، خصوصا أن التجارب السابقة تكشف عن السوء في الفترات الزمنية المقررة لبعض المشاريع التي يفترض أن تكون حاليا قيد الإنشاء أو أنجزت، لكنها مازالت في دوامة مبررات الميزانيات والدورة المستندية والخلافات السابقة بين السلطتين.
فالوضع الاقتصادي المنهار لدينا وما تعانيه المشاريع والبورصة وغيرها من إرهاصات تتطلب أن يفتح هذا الملف على أوسع أبوابه، لا سيما أننا لا نزال نحلم بتنفيذ أبسط المشاريع الترفيهية التي سبقتنا بها العديد من الدول، بما فيها دول ميزانياتها شبه معدومة ومع هذا نجحت في تعزيز سياحتها باستقطاب الشركات العالمية المستثمرة، فضلا عن انطلاقة السياحة في العديد من دول الخليج التي تجاوزتنا بسرعة الصاروخ، ونحن لا نزال نزحف في مرمى التحلطم والتبريرات والدراسات وغيرها، والأنكى من ذلك مدينة الحرير التي من المفترض أن تكون موجودة ومنافسة، إلا أنها حتى الآن تمضي في مراحلها التي لا نعلم متى ستنتهي لأننا في دوران مستمر حول وعود الإنجاز والتنفيذ والانتهاء والإعلان عن الموعد النهائي، ويجب الالتفات إلى شوارعنا التي تعاني الويلات وكأننا دولة نائية لا تملك أي ميزانيات لإصلاح الحفريات رغم حداثة بعض الشوارع التي يبدو أنها كانت مقلبا كبيرا من بعض الشركات التي استخدمت مواد نضع تحتها علامة استفهام كبيرة، فأصبح البعض يخشى شراء سيارة جديدة حتى لا تتحول بعد أشهر إلى خردة.
والملف الاقتصادي ومعالجة مثالبه من أهم الأمور التي تقوم عليها الدول المتقدمة والمتطورة التي ترغب في نقلة نوعية في حياة شعوبها وتطورها ومنافسة الآخرين وجذب المستثمرين وتطوير المشاريع ودعم ميزانياتها بدلا من الاعتماد على مصدر واحد، فالمحاسبة يجب أن تكون حاضرة لمن لا يلتزم بالمدد المقررة لمراحل تنفيذ المشاريع أو يساهم في تعطيلها مع وضع إجراءات وتسهيلات لجذب الشركات العالمية الكبرى، فضلا عن إجراء نفضة شاملة لبعض العقليات المتخلفة التي وراء شلل حركتنا خاصة المنظرين الذين يتحدثون ولا ينجزون ويثرثرون أكثر مما يعملون.
آخر السطر: المؤشر دون المستوى بانتظار الضوء الأخضر.
تعليقات