محمد العويصي: أدب النصيحة
زاوية الكتابكتب محمد العويصي أكتوبر 20, 2022, 8:54 م 422 مشاهدات 0
أستغرب عندما أشاهد رجلا كبيرا في السن يشرب الماء بيده الشمال!
وتُحدثني نفسي لماذا يشرب هذا الرجل بيده الشمال؟
ألم يسمع أو يقرأ عن نهي الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل ويشرب بشماله». رواه مسلم.
في أحد الأيام كنت جالسا مع ولدي، فزارني صديق في الستينات من عمره... قدم له ولدي قنينة ماء فأمسكها وأخذ يشربها بيده الشمال. عندما انصرف الصديق تكلمت مع ولدي عن نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن شرب الماء باليد الشمال لأن الشيطان يشرب بشماله، وكيف ننصح من يشرب بشماله خاصة كبار السن، مع مراعاة عدم إحراجهم أمام الناس.
فذكر لي ولدي قصة تعلمها في المدرسة وإليكم القصة:
في يوم من الأيام كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يتوضآن، فوجدا رجلا كبيرا لا يُحسن الوضوء، فكرا في طريقة مهذبة ليعلما الرجل الوضوء الصحيح دون إحراج.
تقدم الحسن نحو الرجل الكبير وقال له: «هذا أخي الحسين يقول إنه يتوضأ أحسن مني، فاحكم أنت بيننا».
توضأ الحسن فأحسن الوضوء، وتوضأ الحسين فأحسن الوضوء، فالتفتا إلى الرجل ينتظران منه الحكم فقال الرجل: أنا والله لا أحسن الوضوء، وأنتما علمتماني كيف أحسن الوضوء.
هكذا تكون النصحية غير مباشرة ومؤثرة خاصة مع الكبار والصغار، فيجب علينا عدم إحراج المنصوح عندما نقدم له النصيحة، وألا ننصحه أمام الناس.
٭ يقول الإمام الشافعي:
تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي
فلا تجزع إذا لم تُعطَ طاعه
تعليقات