طارق إدريس: «وثيقة الوثائق» الأميرية!

زاوية الكتاب

كتب طارق إدريس 370 مشاهدات 0


لقد سجل يوم الثامن عشر من أكتوبر 2022 قيده بصفحات التاريخ وأودع وثيقة الوثائق التاريخية بالعهد الجديد في حقبة الزمن الوطني للكويت والتي تجسدت بالخطاب السياسي للنطق السامي لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، أدام الله، عليه الصحة والعافية في افتتاح حفل دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة والذي ألقاه سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، رعاه الله.

هذه الوثيقة المتممة للخطاب السامي في يونيو الماضي 2022 الذي وضع كل الحروف والكلمات المضيئة على درب مسار التصحيح السياسي لمسيرة الديموقراطية والنهج القويم حتى تعاد إلى الشعب إرادته بالاختيار الصحيح بعيدا عن التأثيرات السلبية التي أصبحت القبلية والطائفية والفئوية البغيضة هي السلوكيات السائدة سياسيا والتي كانت تؤثر على الإرادة الوطنية الصائبة.

وثيقة الوثائق التاريخية ستكون الحافز للسلطات الثلاث على درب المسار الديموقراطي الصحيح بعيدا عن العبث بالأعراف والقوانين الدستورية وتداخل الصلاحيات والاختصاصات وبالأخص الاختصاصات الدستورية لسمو الأمير، حفظه الله ورعاه.

من هنا سجلت هذه الوثيقة أمانة واضحة المعالم لمنهج تصحيح المسار لحقبة العهد الجديد الذي نسأل الله العلي القدير أن يمكننا من حفظها ظهرا عن قلب وإيداعها في الضمائر والسلوك الوطني للممارسة السياسية والتشريعية اجتماعيا وثقافيا وقانونيا، حفاظا للقسم الدستوري الذي أقسم عليه الجميع أمام الله والشعب والأمير بالحفاظ على مكتسبات هذه الوثيقة ومرحلة العهد الجديد ديموقراطيا ووطنيا وشعبيا لصيانة استمراره مستقرا تلبية لرغبة القيادة السياسية بحكمتها الرشيدة وعقلانيتها التي أعادت لنا الطمأنينة والهدوء والاستقرار.

نعم ستبقى كل النصائح والتوجيهات الكريمة سلوكنا الوطني الرائد والمستنير بهدي من الله وبنهج قيادتنا الحازمة التي أعادت لنا روح التفاؤل والاقتناع بالعمل والثقة الغالية للأمة ومجلسنا النيابي العريق وتاريخنا الوطني الأصيل الذي جسده الأجداد والآباء والحكام عبر مسيرة التأسيس عندما وقعت وثيقة المبايعة قبل أكثر من 400 عام بروح التعاون والألفة والمثابرة والإنجاز والفداء لنقطف ثمار هذه المسيرة المباركة في عهد الاستقلال والديموقراطية التي تجسدت منذ عام 1961 عندما وقعت وثيقة الاستقلال ثم عام 1962 عندما وقعت وثيقة الدستور وبالأمس عندما تجسدت للشعب وسلمت وثيقة الوثائق في قاعة عبدالله السالم لرئيس السن حتى يودعها محفوظة ومصونة في ضمير الشعب ونواب الأمة لتكون منبرا وبوصلة لتصحيح المسار ولمستقبل الأجيال بالحاضر والقادم من العهود.

نعم، إنها وثيقة الوثائق والدرس والعبرة لنا في مناهجنا التعليمية من رياض الأطفال حتى أبنائنا اليافعين بالجامعات والمعاهد العليا صناع المستقبل والأمل المنشود الواعي!

وبلا شك تقع علينا مسؤولية كبيرة أمام الله ثم القيادة لأننا نحن أصحاب الكلمة الإعلامية التي تتجسد من خلالها إشاعة النور والأمل والتنوير والتصحيح لمساراتنا بالتوجيه والإرشاد التعبوي المستنير للأجيال ووفق منظور الرؤية الوطنية العليا التي تجسدت بوثيقة الوثائق وبهذه الكلمة الأبوية السامية، فاللهم احفظ لنا الكويت من كل سوء ومكروه، والله من وراء القصد والمنشود!

تعليقات

اكتب تعليقك