د. موضي عبدالعزيز الحمود: أكرمونا بتعاونكم
زاوية الكتابد. موضي الحمود أكتوبر 12, 2022, 9:35 م 503 مشاهدات 0
تغريدة أعجبتني، وإن حملت مغزى مؤلما، حيث صورت حاجتنا إلى طائرة تحمل ماء «مقري عليه» لرشه على الكويت المحسودة لعلها تخرج من دائرة الأزمات المتتالية إلى دائرة العمل.
نعم نتساءل نحن هل كُتب على هذا البلد أن تتالى أزماته؟.. تفاءلنا بنتائج الانتخابات الأخيرة وهللنا للتوجه الحكيم للقيادة السياسية، آملين أن تبحر البلاد في طريق الإنجاز وأن تتخطى مرحلة «التغريزة» التي أخرت مسيرة البلاد لسنوات.. تطلّعنا إلى تعاون أعضاء المجلس جميعاً ومد يدهم للتعاون مع الحكومة القادمة.. ولكن في كل يوم يمر تطفو أزمة أو مشكلة جديدة وبعضها مفتعل.. وتتعطل نتيجتها الآمال بمضي جهود الإصلاح.. وقد يتراجع التفاؤل لدى المواطنين وهذا ما نخشاه.
- طالعتنا في البداية أزمة أطروحات ووثائق قيم البعض الذي أراد إلزام الموقعين عليها بترجمتها إلى قوانين تطبق على الجميع.
- ثم ضربت أزمة الاجتماع التنسيقي في الديوانية وليس المجلس أفق التعاون المنشود، ليستأثر الحاضرون وهم يمثلون الأغلبية «بغنائم» توزيع المناصب واللجان.. مع تهميش متعمد لحقوق الأقلية التي لم تُدعَ بمبررات واهية.
- ثم أتى الاعتراض النيابي على التشكيل الحكومي، وهنا نقدر لرئيس الوزراء استجابته وتشاوره مع الأعضاء آملين ألا يطول أمد هذه الأزمة.
- تبعتها أزمة تأخير انعقاد المجلس وتضارب الآراء بدستورية أو عدم دستورية التأخير، وهنا ارتفع تهديد عدد من الأعضاء للحكومة وهم من طالبوها بالتغيير في تشكيلتها المقدمة.
أعضاؤنا الكرام، نحن المواطنين نطالبكم بأن «تكرمونا بتعاونكم» بعضكم مع بعض أولاً، ومع رئيس الحكومة الذي أبدى جديته في التعاون ثانياً.. بلدنا في مأزق واستحقاقات شعبنا كبيرة أحدها وليس جميعها سياسي.. فلندع عجلة العمل تدور وروح التعاون تسود وهناك متسع للتفاهم بين جميع الأطراف ليسير البلد في طريقه الصحيح.. رجاؤنا أيها الأفاضل ألا تقلبوا تلك «الصحوة» الوطنية إلى «نكبة».
من المصلحين في أوطانهم
دول كثيرة تعرضت لأزمات سياسية واقتصادية ولكن استطاع أبناؤها اقالتها من عثراتها وإدارة عجلة التنمية فيها، ولنا فيما يحدث حولنا عِبر.. حيث يضرب لنا المثل «مهاتير محمد» ذلك السياسي الفذ الذي أنقذ ماليزيا من التخلف ودفع بها إلى مصاف الدول المتقدمة وطالت مدة رئاسته للوزراء في بلاده إلى ٢٢ سنة.. تقلد آخر فتراتها وهو في عمر الـ٩٢ سنة.. لينقذ بلاده من الإدارة الفاسدة وقد نجح في ذلك.. واليوم يعلن مهاتير نيته خوض الانتخابات البرلمانية القادمة وهو في سن الـ٩٧ سنة وقد شفي أخيراً من عملية في القلب.
ندعو الله أن يكون لوطننا نصيب من مصلحيه وأجزم أنهم كثر.. ولكن نرجو أن يكون لهم موقع من بين هذا الصخب السياسي الدائر.
تعليقات