د. هند الشومر: اليوم العالمي للصحة النفسية

زاوية الكتاب

كتب هند الشومر 400 مشاهدات 0


شعار اليوم العالمي للصحة النفسية لهذا العام والذي يوافق العاشر من أكتوبر هو «جعل الصحة النفسية والرفاهية للجميع أولوية عالمية»، وذلك ليكون انطلاقة جديدة لرؤية ملهمة وهي جعل الصحة النفسية ورفاهية أفراد المجتمع أولوية يسوق لها ويحميها الجميع سواء الأفراد أو المنظمات.

إن الصحة ليست مجرد الخلو من الأمراض والإعاقات وعدم تعاطي أدوية بانتظام لكنها حالة من الكمال والتمتع التام بالعافية من الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحانية، ومن المهم النظر إلى الصحة النفسية دون وصمة أو تمييز لأنها مرتبطة بظروف الحياة وتختلف من وقت لآخر، إذ تشمل الصحة النفسية حماية الفرد وعلاجه من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق وغيرها.

ومما لا شك فيه أن التحديات تختلف حسب الجنس والفئة العمرية وظروف الحياة ويجب أن يكون لدينا وعي واهتمام بالصحة النفسية، فلا ينظر إلى من يراجع اختصاصي الصحة النفسية على أنه مختل عقليا أو يجب إدخاله إلى مستشفى الطب النفسي.

ويجب تعميم خدمات الصحة النفسية وإتاحتها للجميع دون حواجز أو وصمة سواء كانت لكبار السن أو للمراهقين أو لضحايا العنف أو للحوامل أو ضمن خدمات الفحص قبل الزواج أو إلى جانب علاج الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان والسكري.

وإذا فكرنا جيدا فسنجد أن موضوع الصحة النفسية يحتاج إلى ما هو أكثر من يوم عالمي لأن التحديات مستمرة ومتزايدة بسبب ضغوط الحياة التي تجعل الجميع يتعرض لتأثيرات على الصحة النفسية، والتي يمكن علاجها والتصدي لها من خلال تعديل أنماط الحياة وإزالة التوتر من حياتنا.

ولا يجب الخجل من تلقي أي استشارة في الصحة النفسية دون وصم من يتلقى ذلك أنه فاقد لقواه العقلية أو على وشك ذلك، وأتمنى للجميع موفور الصحة والعافية بأبعادها المختلفة بما فيها البعد النفسي الذي يجب التعامل معه بتغيير أسلوب الحياة والتعامل مع أسباب العنف والتوتر وإدخال البهجة والسرور في حياتنا.

ولا ننسى أن القرآن الكريم والصلاة وذكر الله في كل وقت قد تزيل التوتر والقلق وتحسن الصحة النفسية (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وكذلك فإن للفن دورا في هذا الشأن سواء عن طريق الرسم أو التلوين أو التمثيل، فهي جميعها أدوات ملطفة للصحة النفسية، وقد تثبت فاعليتها في إزالة التوتر خصوصا أوقات الأزمات.

ويتوسع اليوم العالمي للصحة النفسية ليشمل مصطلح الرفاهية، فهو يعبر عن شعور الفرد بالرضا والسعادة نتيجة جودة الحياة، والذي يشكل أحد أهداف التنمية المستدامة التي يسعى الجميع لتحقيقها بحلول عام 2030.

تعليقات

اكتب تعليقك