د. ناصر أحمد العمار: اجلس واشرب شاي مع خدم بيتك
زاوية الكتابكتب د. ناصر العمار أكتوبر 6, 2022, 9:25 م 612 مشاهدات 0
«اقعد» مع عاملات المنزل «الخدم»، واشرب شاي معاهم حتى تتعرف على أحوال «عيالك» وشؤون وشجون بيتك.
- أنصت واستمع لهم جيدا لعلك تصل إلى نتائج وأسرار ومعلومات لم تكن تعرفها يوما عن أسرتك وأهل بيتك، وولدك العود أو الأوسط أو حتى بنتك!
- حاور الخدم كي تستجديهم المعلومة تلو الأخرى، اسألهم.. «شلون» ينام ولدك «الجعده» في فراشه ومتى ترجع بنتك البيت وما مستوى علاقتها بأمها وببقية إخوتها؟.
- افهم منهم لماذا تغلق بنتك الصغيرة باب غرفتها لساعات طويلة دون أن تعرف أمها أسباب إدمانها على الجلوس والنوم في غرفتها والعزوف عن مخالطة أمها وإخوتها في البيت!
- اسأل الخدم ليش تدخل أنت البيت وتخرج دون أن يستقبلك أحدهم، تأكل وتنام وتعاود الخروج غريبا، نظرات عينك تسترق زوايا بيتك الكئيب علك ترى أحدهم، تطمع بقبلة من هذا أو سلام وتحية من ذاك!
٭ اسألهم عن هروب هيبتك، وانحدار حشمتك، وسقوط درجات ومعاني الأبوة فيك، وبرود مشاعرك، وتشتت أفكارك؟
٭ اسألهم عن التغيرات التي طرأت على أبنائك حول مدى التوافق الشخصي خاصة فيما يتعلق بمفهوم الذات لديهم «متدن أم عال، واقعي أم غير واقعي، أو ما حل بذواتهم المسلوبة»؟
٭ ابحث معهم عن حالتهم الانفعالية: مستقرة، أم غير مستقلة، مضطربة أم غير، متأرجحة أم ماذا؟
٭ تحقق منهم عن انتمائهم لك وولائهم لوطنهم، هل مازال قائما، جيدا أم ضعيفا؟
٭ اسألهم عن درجة انبساطهم في حياتهم، هل يعتبر جيدا أم متوسطا أم منحدرا ضعيفا؟
٭ تحرّ جيدا عن قوة الإرادة وضعفها أو تدنيها لدى عيالك؟
٭ دقق في قضية ضمائرهم الحية، هل لديهم إحساس بالذنب في فعل الخطأ أم أنه معدوم، هل الشعور بهذا الجانب ظاهر أم خفي؟
٭ اسألهم عن مدى توافقهم الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالغير، هل يعتبر جيدا أم يتطور، أو ينحدر للأسوأ؟
٭ اسألهم عن إدراك أبنائك نحو حقوقهم وواجباتهم تجاه أنفسهم، وتجاه الغير، وبحقك وحق أسرتك؟
٭ اسألهم عن مدى تبصرهم بمشاكلهم، هل يدركون حجمها، أبعادها، خطورتها …. إلخ؟
٭ ابحث عن مهاراتهم وخبراتهم الحياتية، هل هي جيدة، معدومة، متطورة، أم سيئة؟
٭ اسألهم عن مشاكلهم العامة التي يعانون منها سواء مدرسية، سلوكية، أسرية، أو مشاكل أنت سبب في أحدها؟
٭ دقق جيدا في الأمراض التي قد يعانون منها سواء عقلية، انفعالية، نفسية، أو صحية؟
٭ هذا قليل من كثير لا يسع المقال لذكره حول شؤون بيتك، قد تصل إليه في جلسة شاي مع عاملة المنزل، هذا في حال نجاحك في استخراج سيئ المعلومات من صندوق الخدم المليء بأسرار بيتك التي لا تملك ربع كميتها! بعد أن تركنا لهم القيام باحتلال مواقعنا فأصبحوا يملكون زمام أمور بيوتنا ومعرفة كل ما يدور في البيت، وما تتضمنه خزائن حفظ أسرارنا العينة والمنقولة والثابتة منها، لنسمح لهم - بإرادتنا - مشاركتنا أدق تفاصيل حياتنا.
المضحك المبكي أن أمثال زوجات أولئك لا يعرفن حتى قياس الألبسة لأزواجهن وأبنائهن ومكان حفظها، مثل ما تتقنه عاملة المنزل! وهذا ليس بالغريب على مجريات حياة بعض الأسر!.
تعليقات