د. محمد حسين الدلال: ما وصلت الرسالة؟!

زاوية الكتاب

كتب محمد حسين الدلال 441 مشاهدات 0


رسالة الشعب الكويتي في الانتخابات الأخيرة كانت ساطعة الوضوح في تصميم الشعب على اختيار الطريق الإصلاحي، ودعم نهج تصحيح المسار بإيصال نخبة كبيرة من المرشحين الإصلاحيين إلى قاعة عبدالله السالم، ولذلك ترقب الشارع الكويتي تشكيل الحكومة الجديدة بكل حذر، آملين أن تكون بمستوى تلك الرسالة والرغبة الشعبية، إلا أننا فوجئنا بتشكيل حكومي دون الطموح، مع الاحترام للشخوص، ولم يرقَ التشكيل مع مستوى رسالة الشعب التي سطروها في النتائج، فالنهج في التشكيل لم يتغير وهو نهج ثبت فشله منذ عقود، والحكومة الجديدة مع احترامنا الكبير لشخوص أعضائها تنقص بعضهم الخبرات السياسية التي تتطلبها المرحلة أو يحتمها الدور المنوط بأعضاء مجلس الوزراء، كما يعتبر بعض أعضاء التشكيل بؤرة للتأزيم بين الحكومة ومجلس الأمة، ناهيك عن إعلان أحد أعضاء الوزارة المعلنين رغبته بعدم الاستمرار بناء على تغييبه وعدم علمه عن أسماء التشكيل الوزاري، من منطلق حرصه على الشفافية وضمان توافر روح الفريق بين أعضاء الوزارة.
ألقت الصورة السلبية التي ظهرت بها الحكومة الجديدة بظلالها على الواقع المتعثر للحياة السياسية، وأعادت الى الأذهان ما يكتنفها من ظنون سلبية، آملين أن تكون ظنوناً مبالغاً فيها أو غير واقعية، بأنه قد تتشكل الحكومات من أجل غايات أخرى تتجاوز الدور المنوط بها دستورياً الى أدوار يراد بها الدفع بتأزيم العلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة وصولاً الى الإخلال بالحياة الديموقراطية والحياة الدستورية.
 
إن التفاوت الكبير في الأداء السياسي بين خطاب وممارسة حكومية إيجابية منذ حل مجلس الأمة وحتى ظهور نتائج الانتخابات الأخيرة، وسلبية التشكيل الحكومي الجديد يتطلب وقفة جادة من الجميع لتصحيح المسار، فعلى المستوى المرحلي القريب يتطلب من الحكومة التصحيح باتجاه قيام حكومة توافقية ووزراء يحملون خبرات سياسية وإدارية عالية المستوى للقيام بالدور الدستوري المنوط بهم، وعلى المستوى البعيد نحن بأمس الحاجة الى تطوير نظامنا الدستوري في مجال عمل وأداء السلطات الدستورية (مجلس الأمة والحكومة والقضاء) من أجل تطوير بلدنا والخروج من مأزق الحياة السياسية المتأزمة.

أعان الله رئيس الوزراء، وأعان الله الشعب الكويتي على البداية المتعثرة للحكومة، والتي عكست الموقف الواضح الذي لا جدال فيه بأن رسالة الشعب التي سطروها بنتائج الانتخابات لم تصل.

العالم الموسوعي يوسف القرضاوي رحمه الله

انتقل الى رحمة الله الشيخ والعالم والفقيه والمفكر والأديب الإسلامي الموسوعي يوسف القرضاوي، بعد رحلة عمر قضاها في الدعوة الى الله ونشر العلم الشرعي وتعزيز ثقافة الوسطية وتسويق فكر الاعتدال، ومحاربة التطرف والتكفير ومواجهة الظلم والظالمين.

لم ينسَ أهل الكويت الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله، الذي انبرى للدفاع عن دولة الكويت وأهلها أثناء الغزو العراقي الغاشم، حين وصف الغزو العراقي للكويت بـ«الجاهلية الأولى»، وسمى الغزو بـ«الكارثة والمصيبة»، وأكد قائلاً: «إن المستفيد الوحيد من هذا الغزو هم اليهود وأعداء الإسلام».

رحم الله الشيخ العالم يوسف القرضاوي بواسع رحمته، وجزاه عن دفاعه عن أهل الكويت وعن المسلمين خير الجزاء، وأكرم نزله، وجعله في أعلى جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء.

تعليقات

اكتب تعليقك