داهم القحطاني: الكويتيون صوتوا ضد خطايا الحكومات السابقة

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 3281 مشاهدات 0


الكويتيون صوَّتوا في الانتخابات البرلمانية لمصلحة التنمية، والاستقرار، استجابة لخطاب إصلاح المسار الذي ألقاه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد.
لم يكن سهلاً على أي مواطن كويتي أن يصوِّت للمرشحين الذين يتعاونون مع الطرح الحكومي بسبب الخطايا الكارثية للحكومات المتعاقبة والتي وصلت إلى محاربة خصومها بسحب «الجناسي»، والملاحقات القضائية، ولكن استيعاب الناخبين لخطاب إصلاح المسار جعلهم يراهنون على الطرح المتعاون مع الحكومة ثقة بصدق ما تضمنه الخطاب من مضامين تميزت بالصراحة، وانتهت بوعود قاطعة غير مسبوقة بعدم مس الدستور، وعدم التدخل في خيارات المواطنين والنواب.

الحكومات السابقة كانت سيئة في جوانب عدة، فخطاب إصلاح المسار انطلق ضمنياً بالأصل من تناول أخطاء الحكومات السابقة، والتعهد بتصحيحها وعدم تكرارها، ولهذا لم يكن متوقعاً أن تحظى أي حكومة بأي تأييد شعبي ولو بنسبة ضئيلة من دون خطاب بهذه الصراحة، وهذا الصدق.

المواطنون يأملون أن يركز مجلس الأمة الجديد على القضايا التي لا تحتمل التأخير، ومن أهمها إصلاح النظام الانتخابي، ومعالجة أوضاع المتضررين من الحكومات السابقة خصوصاً المواطنين الذين اضطروا للهجرة إلى الخارج بسبب الملاحقات القضائية، أو المواطنين الذين سحبت «جناسيهم» ظلماً وعدواناً.

نتائج الانتخابات أفرزت بعض النواب المحسوبين على الحكومات السابقة، لكن بعضهم حرص وعلى الفور في تغيير اتجاهه، والتوجه نحو التعامل مع الأغلبية البرلمانية، في حين سيبقى نحو نائب أو نائبين على توجههم المختلف عن الإجماع الشعبي، وهو أمر لن يكون له أي تأثير في كل حال بسبب القدرة المتوقعة للأغلبية البرلمانية بقيادة الرئيس المرجح للبرلمان أحمد السعدون على ضبط الأمور، ومنع أي محاولة للتخريب.

التحدي الأكبر الملقى على عاتق نواب الأغلبية البرلمانية يتمثل في تجنب الوقوع في فخ الخلافات المتشنجة بين شرائح هذه الأغلبية، فذلك إن حصل سيسهل من محاولات بقايا نواب الحكومات السابقة لتخريب التوافق النيابي ـــ الحكومي، وتفجير الأوضاع السياسية أملاً بالوصول إلى حل جديد لمجلس الأمة.

مطلوب من رئيس مجلس الأمة المرجح أحمد السعدون البدء فور تسلمه الرئاسة ببدء حزمة من الإصلاحات الجذرية، والتركيز على إنجاز كل المشاريع والمقترحات الحيوية، وتجنب إشغال جدول أعمال البرلمان بالمقترحات العبثية، ومنع أي محاولة لتضييع الجلسات البرلمانية في الجدل البيزنطي.

الكويت تعيش أفراحاً غير مسبوقة، لكن الحذر والتخوف من عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه في السابق لا يزالان حاضرين في الأنفس.

تعليقات

اكتب تعليقك